14‏/06‏/2007

غزة تحت النار


سنحاول استعراض الواقف المختلفة من أحداث غزة والأحداث المترتبة عليها

:موقف حماس
1-
التأكيد على أن المعركة ليست مع فتح
2-
نفاد الصبر ومحاولة حسم الأمر بأي ثمن حتى لو أدى إلي نسف المقرات على رؤوس من فيها
3-
من الواضح أن موقف حماس العنيف جاء بعد صبر لمدة بعد أن قامت قوات الحرس الرئاسي بقتل وإيذاء كل من تشتبه في انتمائه لحماس أو حتى التعاطف معها
4-
من المؤكد أن ما تسعى إليه حماس ليس هو السيطرة على الحكم فحماس في رأيي لم تدخل العملية السياسية إلا لمواجهة فساد السلطة الفلسطينية وما فعله الشعب هو أن انتخب حماس لأنه وجدها بديلا عن الفساد


:موقف فتح

أولا: دحلان ورجاله
دحلان يلتزم الصمت التام ويختفي عن الأنظار إما هارب أو في انتظار الدعم الصهيوني المتمثل في القصف والاغتيالات والاعتقالات في صفوف حماس أو ربما في انتظار أن تنصلح الأحوال ويعود رجاله إلي مراكزهم
أما عن رجاله فهم أشبه بالفئران التي فرت من السفينة الغارقة فمنهم من بادر بالاختفاء خوفا من رجال القسام أو الهروب إلي الحدود المصرية أو حتى تسليم أنفسهم إلى المصريين

ثانيا: عباس ورجاله
ظل عباس ملتزما الصمت ومدعيا الحكمة طوال فترة الاشتباكات التي بدأت منذ عدة اشهر ولكن عندما شعر بانفلات الأمر من يده بدأ في اتخاذ إجراءاته بالتلويح بحل الحكومة واتخاذ بعض القرارات التي ليس لها قيمة سوي تحسين صورته فهو بالتأكيد كان على علم بأمر قوات دحلان التي تدربت في مصر بأموال أمريكية ودعم صهيوني وكان على علم بدخول هذه القوات إلى غزة منذ أسبوعين أو أكثر وكان على علم أنها دخلت لحسم المعركة الدائرة لصالحه هو و دحلان ومن معهم ولا استبعد أن يكون ضالعا في الأمر

ثالثا: شهداء الأقصى
يبدوا موقف شهداء الأقصى غامضا لأول وهلة فكل البيانات الصادرة من طرفهم كانت عن عمليات ضد الاحتلال ولم يردد ذكر أي شيء عن ما يحدث بين فتح وحماس، ثم صدر بيان منذ أسبوعين تقريبا يقول إن قيادات حماس مثل قيادات فتح <<إلي قادة العدو المجرم وعلي رأسهم أولمرت قادة حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية دمائهم غالية علينا كقادة فتـــح وكتائب الأقصى>>، بيد أن هذا الموقف تغير عندما طالت أيدي العنف بعض قيادات شهداء الأقصى << كتائب الأقصى تعلن حالة الاستنفار العام في صفوفها وتؤكد بأن من شارك في اغتيال القائد جمال أبو الجديان وأبناء حركة فتـــح سيتم محاسبتهم عاجلاً أم آجلاً في <<الميادين العامة>> و << قيادة حماس شريك مباشر في كل عمليات الاغتيال التي تنفذها زعران القسام
ويبدوا أنها قد خرجت عن صمتها ولكنها حتى الآن لم تتخذ إجراءاً عنيفا ربما أيمانا من قياداتها أن هذا سيزيد الأمر سوءاً وهذا واضح من عبارة :إن عاجلا أم آجلا
وكتائب الأقصى هنا تتحمل جزءا من المسؤولية عما آلت إليه حركة فتح فالموقف الصامت الذي اتخذته في البداية الذي كان من الممكن أن يكون مقبولا إذا كانت الكتائب تنتمي لحركة أخرى مثل حركة الجهاد التي أخذت موقف الحياد ودعت إلى وقف القتال، ولكن والحال هكذا فكان من الواجب أن تبادر الكتائب في بياناتها بالدعوة إلى وقف القتال واستعدادها لتطهير حركة فتح فالتطهير لا يمكن أن يأتي إلا من داخل الحركة وإلا فسوف يعتبر اعتداء كما يقال عن حماس وما تفعله بفتح، ففي رأيي أن كتائب الأقصى يتحملون وزرا كبيرا في ما وصل إليه حال فتح وقادتها

الآن لدينا نموذجين لفصائل المقاومة

:موقف الجهاد الإسلامي
حركة الجهاد هي التي تبنت عمليات الصلح وإيقاف إطلاق النار منذ عدة أشهر عند بداية الاشتباكات وقد سعت للوساطة بين المتحاربين أكثر من مرة لذا فهو من الطبيعي أن تتخذ موقفا محايدا مما يحدث الآن هذا أفضل فمن المفروض ألا تنغمس كل حركات المقاومة في هذا الأمر ويتركون العدو الصهيوني يفعل ما يشاء، لذلك فالحركة تركز على الدعوة لوقف القتال إلى جانب الاهتمام بالعمليات العسكرية ضد العدو

:(موقف ألوية الناصر(لجان المقاومة الشعبية

ألوية الناصر قد تبنت منذ البداية الموقف المتعاطف والمسند لحماس ولعل هذا يرجع إلى صعود محمد دحلان المعروف بفساده في صفوف حركة فتح، لذا فقد سارعت ألوية إلي الوقوف في جانب أختها حما دون الاشتباك مع أختها فتح. << وقال "أبو مجاهد"، الناطق الإعلامي باسم الألوية في تصريح صحفي له اليوم الأربعاء (13/6) بعد أن كان هناك فراغ كبير وواضح على الحدود مع الأراضي المصرية، وبعد أن سيطرت كتائب القسام على المواقع الأمنية المحاذية على الحدود المصرية، بادرت ألوية الناصر وبموافقة كتائب القسام والأشقاء المصريين بنشر عناصرها على تلك الحدود لحمايتها". <<"وأضاف في تصريحه: "نحن كجناح عسكري ومقاوم نعمل على حماية المجاهدين المخلصين من أبناء شعبنا
:موقف العدو الصهيوني

بالطبع لا يمكننا إغفال الحديث عن العدو الصهيوني الذي يتصيد كل شىء ولا يترك أي فرصة فهو الآن ينتظر ما ستسفر عنه المواجهات ويخطط ويحلل كل صغيرة وكبيرة اللهم رد كيدهم في نحورهم
ذكر المحلل الصهيوني في القناة الثانية الصهيونية "ايهودي يعاري" أن بعد ما جرى اليوم في قطاع غزه يمكن القول وبكل وضوح بان عهد حركة فتح انتهي في قطاع غزه. وأضاف قائلا في القناة الثانية الإسرائيلية أن القوات التي بناها محمد دحلان في القطاع بأموال أمريكية وموافقة إسرائيلية هذه القوات انهارت تماما ومن بقي من فتح لم يخرج للشوارع فهذه القوات انهارت مثل برج مبني من الأوراق. وأضاف المحلل الصهيوني : "السلطة الفلسطينية تحولت الآن إلي وحش برأسين رأس إمارة حمستان في غزه ورأس فتح لاند في الضفة وزعم المحلل الإسرائيلي :" ما حدث في القطاع اليوم يعتبر انقلاب عسكري إسلامي لم يحدث منذ 30 عاما , فالواقع في غزه من الآن وصاعدا سيكون واقع جديد يجعل إسرائيل تتخذ قرارات لم تتخذ من قبل فمن يتواجد في القطاع الآن ليسوا بأصدقاء إسرائيل القدماء مثل أبو مازن وكبار فتح بل حماس. فيما ذكر المراسل العسكري في القناة الصهيونية الثانية "روني دانيل " أن مصادر عسكرية صهيونية ذكرت بأنها لم تتفا جئ مما حدث اليوم في قطاع غزه وقالت المصادر كنا نتوقع أن تحسم حماس المعركة ضد فتح منذ شهر يناير الماضي والجيش يتابع عن كثب الأحداث في غزه وسيدرس الانعكاسات المترتبة علي <<سيطرة حماس اتجاه "إسرائيل" وأضاف أنه تم اليوم إغلاق جميع المعبر الحدودية لقطاع غزه
:موقف الحكومات العربية
لا يخفى على أحد موقف الحكومات العربية العميلة ورفضها التام لوصول حماس إلى السلطة لأن هذا ينذر بسيل من الإسلاميين يهدد عروش الحكام، لذلك فقد كان موقفهم واضحا بالتجاهل التام لحماس وقياداتها ويظهر الأمر بشكل أوضح في مصر حيث تم تدريب القوات العميلة الممولة أمريكيا على الأراضي المصرية بل وسمحت لهم الحكومة المصرية بعبور الحدود في وقت يقف فيه مئات المواطنين الفلسطينيين لأشهر انتظارا لعبور الحدود إلى رفح، بل ووصل الأمر إلى الحرص على طمس كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى أول القبلتين عندما تم التعجيل بتمرير وثيقة نصرة الأقصى التي لم يسمع عنها أحد في الوسائل الإعلامية الحكومية
ماذا بعد؟

السيناريو الأكثر قوة الآن هو سيطرة حماس على قطاع غزة بالكامل ولكن ماذا بعد؟ فإن هناك أخبارا ترد بالضفة الغربية عن وقوع اعتداءات بحق قادة حماس هناك، الشيء المؤكد أن العدو الصهيوني لن يسمح بوصول حماس إلى الضفة فكل ما سيحاول أن يسعى إليه الآن هو فصل غزة عن الضفة لتحقيق قاعدة فرق تسد وربما أوحى خياله له أن يساعد على قيام قطاعين منفصلين عن بعضهما من حيث التوجه والمواقف السياسية والعسكرية، كذلك فإن أمريكا والدول العربية) ستسعى إلى إدانة حماس وتحويل الانقلابيين إلى أبطال)

:المطلوب

المطلوب أولا من حماس أن لا تندفع في موقفها وأن تفكر جيدا في كل خطوة تخطوها حتى لا يتحول الأمر إلى (حماس (ضد فتح) بدلا من (حماس وشرفاء فتح والحركات الأخرى ضد الانقلابيين
والمطلوب من فتح هو اتخاذ موقف ضد الفساد والعملاء المحسوبين على هذه الحركة العريقة المناضلة ومواجهة محمد دحلان وأعوانه رشيد أبو شباك وأمثاله والذي يخشى الكثير من أبناء الحركة توجيه النقد لهم حتى لا ينفرط عقد فتح التي تمكن فيها دحلان وعباس ورجالهما، فالمطلوب الآن هو تطهير الحركة من كل ما يسيء إليها ويضعف قوتها
والمطلوب من الفصائل الفلسطينية أن تسعى إلى تثبيت وحدة الصف واستمرارها في عمليات المقاومة ضد العدو الصهيوني
(و هذا هو ما يحدث فعلا من معظم الفصائل بما فيها القسام وشهداء الأقصى)
و أخيرا المطلوب من كل الشعوب العربية والإسلامية أن تساند القضية الفلسطينية وأن تسعى للتحرر من قبضة طغاتها وتسارع إلى وحدة الأمة وتقدم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني المحاصر
اللهم وفق إخواننا المجاهدين في فلسطين اهدهم وانصرهم
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في الشيشان
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

هناك تعليق واحد:

Zika يقول...

اللهم امين يارب