19‏/06‏/2007

حماس اضطرت للحسم العسكرى مع العملاء.. وماحدث سيكون له نتائج ايجابية فى فلسطين والمنطقة

بقلم :الأستاذ مجدي أحمد حسين
لا أملك إلا أن أشد على أيدى أخوتى وأبنائى فى كتائب عزالدين القسام الاحياء منهم والشهداء وعلى أيدى قيادات وأعضاء حركة المقاومة الاسلامية حماس ، فقد أنجزوا فى ساعات ماكان قد يحتاج لسنوات ، وهو انجاز فرض عليهم فرضا كما فرضت الانتخابات التشريعية عليهم فرضا من الرأى العام الفلسطينى وكما فرض عليهم الفوز بالأغلبية الكبيرة 62% وكما فرض عليهم أن يشكلوا الحكومة فى ظل أصعب ظروف الاحتلال. وكانوا فى كل مرة وكل خطوة لايحدوهم إلا أداء الواجب .. وفى كل مرة وكل خطوة كانوا يقدمون أنفسهم كمشروع شهادة قيادة وقواعد وأنصار ومحبين
كنت أريد أن أتفرغ إلى آخر ماتبقى من العمر فى إعادة إزكاء معركة القضاء على الطاغوت فى مصر فهذا هو سبب أسباب بلاء الأمة ولكن أحداث المنطقة تعود لتفرض علينا اتخاذ المواقف وضرورة التحليل وتقدير الموقف والدعوة للانتصار للموقف الصحيح من وجهة نظرنا . كما أن أحداث المنطقة تتفاعل بشدة مع أوضاعنا الداخلية فى مصر
وليس من المصادفة أن يتم تفجير مئذنتي الامامين فى سامراء واغتيال أحد نواب تيار المستقبل فى بيروت وإعادة إشعال الأوضاع فى غزة وفلسطين . وهى هى نفس الأصابع العابثة فى الثلاثة أماكن بل أيضا فى دارفور والصومال واليمن . الحلف الصهيونى الأمريكى يهزم فى كل مكان وخاصة فى فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان وهو عاجز عن إتخاذ قرار عسكرى ضد إيران ، والأرض تميد من تحت أقدام عميلهم مشرف فى باكستان . هذا الحلف المعادى يهزم فى كل مواجهة مباشرة اذا أعددنا لهم العدة من مقاومة وصمود وإيمان وأخذ بالاسباب واستعداد لانهائى للاستشهاد. ولذلك فإنهم لايملكون إلا تدبير الفتن وحبكها وتصميمها ، بل هم لايحذقون إلا هذا الأسلوب وعلينا أن نعترف بذكائهم الشرير الذى لايقل عن زكاء الشيطان بل هم من مدرسة واحدة ( شياطين الانس والجن).ولذلك تجدهم هم وعملاءهم لايهاجمون أكثرممايسموه( نظرية المؤامرة )لأن على رأسهم بطحة ، فهم من كبار المتآمرين. وتاريخهم مبسوط لالبس فيه لمن يريد أن يقرأ أو يفهم وأساسا لمن يريد أن يستغنى عنهم وعن إغراءاتهم فهم يبدو أنهم يملكون الدنيا ويتحكمون فى مصائر البشر ( فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة )المائدة 52
والأصابع الصهيونية الامريكية تكون أحيانا خفية وأحيانا ظاهرة أحيانا مباشرة وفى أغلب الأحيان غير مباشرة ومن أهل ذات البلد . ومن أهم آليات استخدام الفتن والوقيعة بين أطراف محلية أن هذا الأسلوب يقلل الخسائر المباشرة للقوات الامريكية والاسرائيلية والأهم من ذلك أنه يقضى على الطابع المقدس للمقاومة ضد الغزاة والمحتلين وهى الراية التى تجمع الأمة بأسرها فى الداخل والخارج فالشعب يصبح كله عمقا استراتيجيا للمقاومة والشعوب الأخرى تزداد حماسا فى تقديم الدعم المادى والمعنوى بكافة الاشكال . أما فى حالة الاقتتال الداخلى بين الشعب الواحد فكل هذا المناخ الحاشد يتراجع داخليا وخارجيا ويقف المحتل يلعق أصابعه ويزدرد ريقه فى سعادة غامرة فالجبهة المتراصة فى مواجهته تبعثرت وأصاب الناس الاحباط وقالوا لبعضهم ماهذا الذى نفعل نقتل بعضنا بعضا ونترك المحتل فتزداد البلبة والحيرة بل يقول بعضهم إن الاحتلال ربما يكون أفضل وهكذا يرتبك بعض المخلصين ويجد كل المتقاعسين والمترددين حجة لعزوفهم عن الجهاد لأن الموضوع تحول الى اقتتال الاخوة . اذن الفتنة هى الوسيلة الرئيسية نظرا لعجز الاعداء عن تحمل أعباء وتكلفة الحرب بالأخص من ناحية الخسائر البشرية.وفى نفس الوقت تكون هى أفضل السبل لتحقيق أغراض التسلط والهيمنة والاحتلال عبر التشويش على القضية الأصلية الاحتلال ) فتتحول الى حرب طائفية فى العراق ولبنان وصراع على السلطة بين تنظيمين فى فلسطين الخ)
لكل هذه الأسباب على القوى الوطنية والقومية والاسلامية وعلى جماهير الأمة أن تحذر من الوقوع فى هذا الفخ .فاذا كان ثابتا للجميع أن فريقا عميلا يقوم بدور المحتل بشكل مباشر وواضح وبلاأى لبس ولدينا بدل الدليل عشرات بل ومئات الأدلة لايجوز أن ننجر للمخطط المطلوب وهو وضع علامة التساوى بين الوطنى والعميل الخائن. وإعطاء شهادة وطنية للعميل والتشكيك فى جدية وإخلاص المقاوم !!الاستشهادى
وعندما ندرك أن هذه هى استراتيجية العدو والتى سبق واختبرها فى أمريكا اللاتينية وفيتنام وغيرها فسيكون خدمة كبرى للعدو وخططه أن تظل وسائل الاعلام من فضائيات وصحف وأن يظل السياسيون المرتدون لثياب الحكمة يولولون على الاقتتال الداخلى باعتباره معركة جانبية بعيدة ومنحرفة عن المعركة الأصلية مع المحتل . حقا إن من المصلحة تجنب هذا الاقتتال لانه يصيب البعض بعمى الألوان ولاأقول يهدر الدماء الاضافية لأن الدماء تهدر أكثر من خلال المعلومات التى يسربها هؤلاء العملاء للطائرات الصهيونية التى تقصف المجاهدين و معهم كثيرا من المدنيين . وقد قدمت حماس تضحيات كبيرة لتجنب هذا الاقتتال على مدار 13 عاما . ونحن لاندعو لتشجيع الاقتتال الداخلى ولكن اذا اضطر المقاومون لاجراء عملية جراحية ضد طابور خامس إجرامى فمن واجب شرفاء الأمة أن يقفوا معهم وينحازوا اليهم وهذا هو الذى يساعد على انهاء الاقتتال فى أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر لاعادة ترتيب المسرح الوطنى بشكل واضح ضد العدو المحتل . وما حدث فى غزة عملية جراحية فرضت على حماس ونتوقع أن الأمن سيستتب فورا فى غزة من زاوية مايسمى الفلتان الأمنى الذى كان يعود أساسا لهذه العناصر الضالة والمأجورة. ومايحدث فى الضفة الغربية يؤكد الدور المكمل الذى تقوم به هذه العناصر المأجورة للاحتلال فهناك قرابة 10 آلاف من قيادات حماس السياسية والعسكرية فى سجون الاحتلال ، ولذلك يرتع مجرمو الاجهزة الأمنية التى صنعت على عين اسرائيل ضد المدنيين العزل والمؤسسات الخيرية والثقافية المدنية بالحرق وتحطيم الأثاث وسرقة أجهزة الكمبيوتر
ولاأفهم أن يخرج البعض من المحسوب على التيار القومى ليقول ان مايحدث فى فلسطين عبث . ربما ولكنه من جانب واحد، من جانب العملاء والأصح أن يسمى خيانة. هل هو سر مخفى أن أسود أجهزة دحلان على المدنيين والملتحين والنساء والأطفال يتحولون الى أرانب وجرذان أمام أى اجتياح اسرائيلى ؟ هل هو سر مخفى حالة الفساد التى يغرق فيها أمثال دحلان وعشرات الملايين من الدولارات التى يلعب بها الواردة إليه من أوروبا ومصادر صهيونية وأمريكية . ألا تكشف ذلك الصحف الامريكية والصهيونية وهذا هو ديدنهم حتى يحاصروا العملاء بالحديث الصريح عن عمالتهم . ألم يخرج أمس أعلى مسئولى الولايات المتحدة لتأييد عباس وقراراته. ألم يقرأ أحدكم أن الجنرال عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية الأمنية بوزارة الدفاع الاسرائيلية والمسئول عن الضفة وغزة هو الذى أملى قرارات عباس عليه بدليل أنه أعلن عنها ظهر أمس الخميس قبل أن ينطقها عباس بعدة ساعات. وهل نسى أحدكم – من الذين يسوون بين حماس والعملاء – من الذى كان يستورد الأسمنت والحديد من مصر لبناء الجدار العازل
الصراع مع هذه الفئة العميلة المحصورة وليس مع منظمة فتح فرض فرضا على حماس ولم تسع اليه بأى حال من الأحوال . فهى صاحبة شعار حكومة الوحدة الوطنية . ماذا كان الخيار الآخر ؟ أن تصبر حماس على عملية استنزاف متواصل لقياداتها وأعضائها بالاضافة لما يتعرض له جموع الناس من تجاوزات هذه الفئة المجرمة . أنت لست أمام فصيلين يجاهدان العدو وأختلفا معا وتركا مقاتلة العدو وتفرغا لبعضهما البعض . نحن أمام عصابة مزروعة فى قمة أجهزة الأمن تحت اشراف اسرائيلى أمريكى .وهؤلاء يتعقبون المجاهدين طول الوقت ومنذ اتفاق اوسلو ويقدمون المعلومات للعدو الصهيونى . وهم المسئولون المباشرون عن دس السم لعرفات . وهناك وسيلة تستخدمها هذه العصابة لتبييض وجهها وخداع البعض من امتنا فهم يستخدمون اسم شهداء الأقصى وهو اسم عزيز علينا لأنه ارتبط ببعض العمليات الاستشهادية والفدائية ضد العدو . والحقيقة التى لايعرفها كثيرون أنه لايوجد تنظيم هرمى محكم اسمه شهداء الأقصى فهذه لافتة أستخدمها أبو عمار رحمة الله عليه حيث أشرف على مجموعات من شباب فتح وأغلبهم موجود بالأجهزة الأمنية للقيام ببعض العمليات من حين لآخر للضغط على اسرائيل من ناحية حتى تلين فى التفاوض وحتى لايترك شرف الكفاح المسلح لحماس والجهاد وغيرهما من المنظمات وابو عمار يعلم جيدا أهمية الشرعية الثورية فى صفوف الشعب الفلسطينى . وهذا هو السبب الرئيسى لقرار اسرائيل بتصفية عرفات . وبعد استشهاد عرفات أصبحت أحوال شهداء الأقصى أكثر اضطرابا وتشرذما خاصة وأن أبومازن ضد الكفاح المسلح من حيث المبدأ . ولاشك أن اعتقال البرغوثى له صلة بحالة شهداء الأقصى . المهم أنه لاتوجد الآن مجموعة محكمة أو تنظيم هرمى له قيادة موحدة لشهداء لأقصى . ولكنها مجموعات مبعثرة هنا وهناك ولذلك فان المراقبين يلاحظون أن البيانات المزيلة باسمها متضاربة فى كثير من الأحيان . فهناك مجموعات تعمل بالتنسيق مع حماس أو أى فصيل مقاوم آخر . وتختلف مواقف كل مجموعة من مكان إلى آخر . المهم فى الموضوع أن دحلان يستخدم أسم شهداء الأقصى عندما يستخدم عناصره المجرمة ضد حماس. وبالتالى فان القوى المقاومة حقيقة على الأرض هى : حماس وبعدها بمسافة الجهاد ثم ألوية الناصر صلاح الدين ثم بعد ذلك بمسافات باقى الفصائل الأخرى وهناك العديد من الاحصاءات عن العمليات العسكرية التى تؤكد الأوزان الحقيقية لكل الفصائل . المهم ألا ينخدع أحد بلافتة شهداء الاقصى التى تستخدمها عصابة دحلان – عباس
يتصور البعض أن حماس قد أخطأت حين دخلت الانتخابات وأخطأت عندما لم تنسحب من السلطة ، ويصورون أن حماس قد أستهوتها لعبة السلطة . والحقيقة كما ذكرت فى البداية أن حماس دخلت الانتخابات تحت وطأة ضغط شعبى رافض استمرار الزمرة الفاسدة فى السلطة التى بدأ المواطنون يعانون من فسادهم . وكان المتصور أن تحصل حماس على 40% كحد اقصى من المقاعد . فبعد أن اختارهم الشعب بنسبة 62% فكيف يعتذرون ويتركون المهمة والتكليف . وليس لدى حماس أى أوهام عن حقيقة هذه السلطة فهى ترى بنفسها وطأة الحصاروالاحتلال الذى يحيط بغزة إحاطة السوار بالمعصم . لاتوجد أى مغريات دنيوية فيما يسمى السلطة خاصة اذا أنت تمسكت بالثوابت : عدم الاعتراف باسرائيل واستمرار المقاومة.
وقد تعجبت من الذين تحاوروا من المثقفين المصريين مع قادة حماس الذين كانوا فى القاهرة منذ أيام من إصرارهم على ترك حماس للسلطة وقلت لهم إن الخروج من السلطة لن يعفى حماس من مطاردة العملاء لها كما كانوا يفعلون معها قبل نجاحها فى الانتخابات . موضوع السلطة فى الضفة وغزة أضحى مسألة الادارة اليومية لشئون الأراضى المحتلة مع ملاحظة الطابع الاستقلالى بصورة اكبر للقطاع والذى أصبح يضم القوة العسكرية الضاربة للمقاومة. فالمسألة لم تعد مسألة أوسلو فاليهود قد انسحبوا من القطاع ويصرون على عدم إعادة احتلاله .اذن فإن ادارة قطاع غزة أمام أحد احتمالين : إما أن تبقى حكومة حماس فى اطار منفرد أومن خلال حكومة وحدة وطنية أو تترك السلطة لعصابة عميلة لاسرائيل . أى الاحتمالين أفضل لاستمرار خيار المقاومة ؟ الأمر لايحتاج لأى تردد أو تفكير . فمهما كانت هذه السلطة محدودة الصلاحيات فمن الأفضل أن تكون غطاء للمقاومة ومن منطلق الشرعية التى حصلت عليها بالانتخابات الحرة النزيهة . يجب ألاننسى هذه الحقيقة ونحن نقيم الموقف . فمن المؤسف أن الذين لاتتوقف حناجرهم عن المطالبة بالديموقراطية فى مصر لايقيمون أى قيمة عمليا لها عندما يتحدثون عن فلسطين ربما لأن الأغلبية هناك لحركة اسلامية . فيطالبون حماس الحاصلة على 62% بإعطاء السلطة فورا لمن حصل على 30% من المقاعد حتى نحل المشكلة !! وهذه ازدواجية غير مقبولة .عندما نكون فى السجن فإننا نختار من بيننا مسئولا للاعاشة ومسئولا عاما للاتصال بادارة السجن . وهذان الشخصان تكون لهما سلطة على المساجين وحيثية ما عند ادارة السجن . السلطة نسبية ومن الأفضل أن نؤمر أحدنا اذا كنا فى رحلة ! ومع ذلك فهل اذا تركت حماس السلطة بمنتهى الريحية ستتوقف العصابة العميلة عن مطاردة المجاهدين ؟ بالطبع لا سيظلون يطالبون كما كانوا بوحدة القرار ووحدة استخدام البندقية بل ونزع سلاح حماس وكل المقاومة . ألا يصف ابو مازن من الآن صواريخ قسام التى أرعبت الصهاينة بأنها صواريخ عبثية.
وقطاع غزة له وضع خاص ، فهو منطقة شبه محررة من الوجود المباشر للعدو ، وبالتالى فان ادارته تكتسب أهمية قصوى للحفاظ على البنية التحتية للمقاومة .
ولايعنى أننا نريد التعامل مع قطاع غزة بالانفصال عن الضفة فمن الناحية السياسية والتاريخية هناك ترابط بينهما وبينهما مع باقى فلسطين . ولكن يجب أن ندرك أننا كما فقدنا فلسطين بالتدريج فالأمر الأكثر منطقية أننا سنستعيدها بالتدريج أيضا . إن حالة الانفصال الوقتى بين القطاع والضفة لاتخيف إلا الذين يتصورون أن فلسطين ستتحرر بالتفاوض القانونى وفقا لقواعد القانون الدولى وهذه الحالة لاتخيف إلا الذى يعيش أوهام أوسلو ويتصور أنه مايزال يتفاوض للحصول على الاراضى المحتلة عام 1967 وهذا هراء .لقد وضعنا أيدينا على غزة ثم نواصل فك الحصار عنها ونطور المقاومة فى الضفة لتحريرها. ولايهم المجاهد أو الثورى وجود ازدواج فى السلطة أو الحكومات كل هذه أمور هامشية فى مشروع التحرير. فالأن لايوجد أى نوع من التفاوض الجدى حول الضفة . فلأستوعب الأول تحرير غزة وأفك الحصار عنها من ناحية الحدود المصرية وبشكل متوازى أعيد بناء القوى العسكرية للمقاومة فى الضفة ( حيث تعتقل اسرائيل (ثلاثة عشر ألف فلسطينى أغلبهم من حماس ومن جناحها العسكرى خاصة
ولا أقصد الدعوة لآعلان الانفصال لا بالتأكيد فلابد – كما فعل مشعل فى مؤتمره الصحفى - التركيز على حكومة واحدة للضفة والقطاع أما اذا رفض العملاء فلامفر من ازدواج السلطة مؤقتا. فالقضية بالنسبة للمجاهدين فى المحل الأول الآن تعزيز القبضة على المنطقة شبه المحررة (غزة ) وتصعيد الجهود لتحرير الضفة تدريجيا . فالتحرير يرتبط دوما بموازين القوى . بل الانفصال الجغرافى قائم بين القطاع والضفة . واختلاف الظروف قائم منذ زمن ولايوجد جديد إلا تطهير القطاع من العملاء. أعلم أن ذلك سيجر على حماس عداوات ومخاوف من النظم العربية وعلى رأسها حكومة مصر ومن المجتمع الدولى ، ولكن البديل كان أسوأ: استنزاف بلا طائل مع استمرار عداوة المحيط العربى والدولى . وكلما ترسخت أقدام حماس فى القطاع فإنها ستنتزع بالأمر الواقع الاعتراف العملى بها .
والفلسطينيون ملوك الصبر .
وعلى كل عربى ومسلم مخلص أن يدرك أن قضية فلسطين لاتحل اعتمادا على الفلسطنيين وحدهم لأن اسرائيل مدعومة دوليا ولابد للمقاومة الفلسطينية أن تدعم عربيا واسلاميا . وايضا لأن فلسطين قضيتنا جميعا دينيا وقوميا .ودورنا فى مصر كبير لأن مصر هى البوابة الوحيدة لغزة والنظام المصرى فى حالة انزعاج شديد لعدائه المزمن للاسلام رغم أن المحتكين منهم بحماس يعلمون علم اليقين أنهم لايتدخلون فى الشئون الداخلية للدول العربية وأنهم عقلاء ويعرفون أن حملهم عبء فلسطين يكفى ويزيد . إن دور الشعب المصرى أساسى فى الدفاع عن غزة ورفض مواصلة حصارها . أعلم أن غزة تمثل 2أو3% من مساحة فلسطين ولكنها تضم مليون ونصف مليون فلسطينى بالاضافة لحالتها النوعية التى اشرنا اليها كقاعدة شبه حرة للمقاومة .
ولعلى لاأحتاج لنصيحة الأخوة فى حماس : فهم مقبلون على مفاوضات صعبة مع فتح تحت مظلة عربية فاحرصوا على رأب الصدع ووحدة السلطة ما أمكن ولكن بدون عودة الحالة فى غزة إلى ماكانت عليه.ولاتنزعجوا كثيرا من احتمال ازدواج السلطة فكل حركات التحرر الوطنى مرت بظروف مماثلة.
ونداء أخير إلى كل شرفاء الأمة من كل الاتجاهات كونوا مع الصادقين ، ولاتقفوا على الحياد وهاجموا الطرف العميل بضراوة واكشفوا خططه فهذا هو الآسلوب الأكثر نجاعة فى القضاء على الفتنة وحقن الدماء .

ليست هناك تعليقات: