22‏/06‏/2007

الدكتور عصام حشيش


حزنت لنبأ مرض أستاذنا العزيز الدكتور عصام حشيش شفاه الله وعافاه وفك أسره هو ومن معه، فهذا الرجل هو أب لنا جميعا وقد كان لي الشرف أن كان استاذي في السنة الثالثة في كلية الهندسة، لم يشك منه أحد يوما، لم يعبس في وجهنا يوما كنت دائما تراه هادئا مبتسما، الجميع يحبه من أساتذة وطلاب وحتى العمال والفراشين، وهذه حقيقة عرفتها مؤخرا فعندما قامت دفعة السنة الرابعة بكلية الهندسة قسم الاتصالات بإعتصام وامتنعوا عن حضور المحاضرات أول أسبوع من الفصل الدراسي الثاني حبا في هذا الأب ووقوفا إلى جانب الحق -وقد شرفت بالانتماء إلى هذه الدفعة- وبرغم المضايقات الأمنية فوجئا بتضامن عدد كبير من أساتذة الكلية والمعيدين والعمال معنا فكان كل منهم يروي لنا حكاية مع الدكتور عصام ويحكي قصة عن شهامته وأخلاقه، فما كان من ذلك أن أن ازددنا تماسكا ومطالبة بالإفراج عنه،ومن عجائب وطرائف النظام المصري أن الدكتور كان قد حصل على لقب الأستاذ المثالي بالقسم منذ عامين فقط بل وقد حصل على جائزة الجامعة التشجيعية في العلوم الهندسية في نفس العام، ولم يكن مشغولا بغسيل الأموال أو الإعداد لقلب نظام الحكم، وياليته كان يمتلك عبارة أو أدخل السرطان إلى مصر ، فلربما كان حاله أفضل مما هو عليه الآن فنحن في عصر تمتلىء فيه السجون بالشرفاء، شفاك الله وعافاك يا أستاذنا العزيز وفك قيدك وأسرك وفرج عنك

19‏/06‏/2007

حماس اضطرت للحسم العسكرى مع العملاء.. وماحدث سيكون له نتائج ايجابية فى فلسطين والمنطقة

بقلم :الأستاذ مجدي أحمد حسين
لا أملك إلا أن أشد على أيدى أخوتى وأبنائى فى كتائب عزالدين القسام الاحياء منهم والشهداء وعلى أيدى قيادات وأعضاء حركة المقاومة الاسلامية حماس ، فقد أنجزوا فى ساعات ماكان قد يحتاج لسنوات ، وهو انجاز فرض عليهم فرضا كما فرضت الانتخابات التشريعية عليهم فرضا من الرأى العام الفلسطينى وكما فرض عليهم الفوز بالأغلبية الكبيرة 62% وكما فرض عليهم أن يشكلوا الحكومة فى ظل أصعب ظروف الاحتلال. وكانوا فى كل مرة وكل خطوة لايحدوهم إلا أداء الواجب .. وفى كل مرة وكل خطوة كانوا يقدمون أنفسهم كمشروع شهادة قيادة وقواعد وأنصار ومحبين
كنت أريد أن أتفرغ إلى آخر ماتبقى من العمر فى إعادة إزكاء معركة القضاء على الطاغوت فى مصر فهذا هو سبب أسباب بلاء الأمة ولكن أحداث المنطقة تعود لتفرض علينا اتخاذ المواقف وضرورة التحليل وتقدير الموقف والدعوة للانتصار للموقف الصحيح من وجهة نظرنا . كما أن أحداث المنطقة تتفاعل بشدة مع أوضاعنا الداخلية فى مصر
وليس من المصادفة أن يتم تفجير مئذنتي الامامين فى سامراء واغتيال أحد نواب تيار المستقبل فى بيروت وإعادة إشعال الأوضاع فى غزة وفلسطين . وهى هى نفس الأصابع العابثة فى الثلاثة أماكن بل أيضا فى دارفور والصومال واليمن . الحلف الصهيونى الأمريكى يهزم فى كل مكان وخاصة فى فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان وهو عاجز عن إتخاذ قرار عسكرى ضد إيران ، والأرض تميد من تحت أقدام عميلهم مشرف فى باكستان . هذا الحلف المعادى يهزم فى كل مواجهة مباشرة اذا أعددنا لهم العدة من مقاومة وصمود وإيمان وأخذ بالاسباب واستعداد لانهائى للاستشهاد. ولذلك فإنهم لايملكون إلا تدبير الفتن وحبكها وتصميمها ، بل هم لايحذقون إلا هذا الأسلوب وعلينا أن نعترف بذكائهم الشرير الذى لايقل عن زكاء الشيطان بل هم من مدرسة واحدة ( شياطين الانس والجن).ولذلك تجدهم هم وعملاءهم لايهاجمون أكثرممايسموه( نظرية المؤامرة )لأن على رأسهم بطحة ، فهم من كبار المتآمرين. وتاريخهم مبسوط لالبس فيه لمن يريد أن يقرأ أو يفهم وأساسا لمن يريد أن يستغنى عنهم وعن إغراءاتهم فهم يبدو أنهم يملكون الدنيا ويتحكمون فى مصائر البشر ( فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة )المائدة 52
والأصابع الصهيونية الامريكية تكون أحيانا خفية وأحيانا ظاهرة أحيانا مباشرة وفى أغلب الأحيان غير مباشرة ومن أهل ذات البلد . ومن أهم آليات استخدام الفتن والوقيعة بين أطراف محلية أن هذا الأسلوب يقلل الخسائر المباشرة للقوات الامريكية والاسرائيلية والأهم من ذلك أنه يقضى على الطابع المقدس للمقاومة ضد الغزاة والمحتلين وهى الراية التى تجمع الأمة بأسرها فى الداخل والخارج فالشعب يصبح كله عمقا استراتيجيا للمقاومة والشعوب الأخرى تزداد حماسا فى تقديم الدعم المادى والمعنوى بكافة الاشكال . أما فى حالة الاقتتال الداخلى بين الشعب الواحد فكل هذا المناخ الحاشد يتراجع داخليا وخارجيا ويقف المحتل يلعق أصابعه ويزدرد ريقه فى سعادة غامرة فالجبهة المتراصة فى مواجهته تبعثرت وأصاب الناس الاحباط وقالوا لبعضهم ماهذا الذى نفعل نقتل بعضنا بعضا ونترك المحتل فتزداد البلبة والحيرة بل يقول بعضهم إن الاحتلال ربما يكون أفضل وهكذا يرتبك بعض المخلصين ويجد كل المتقاعسين والمترددين حجة لعزوفهم عن الجهاد لأن الموضوع تحول الى اقتتال الاخوة . اذن الفتنة هى الوسيلة الرئيسية نظرا لعجز الاعداء عن تحمل أعباء وتكلفة الحرب بالأخص من ناحية الخسائر البشرية.وفى نفس الوقت تكون هى أفضل السبل لتحقيق أغراض التسلط والهيمنة والاحتلال عبر التشويش على القضية الأصلية الاحتلال ) فتتحول الى حرب طائفية فى العراق ولبنان وصراع على السلطة بين تنظيمين فى فلسطين الخ)
لكل هذه الأسباب على القوى الوطنية والقومية والاسلامية وعلى جماهير الأمة أن تحذر من الوقوع فى هذا الفخ .فاذا كان ثابتا للجميع أن فريقا عميلا يقوم بدور المحتل بشكل مباشر وواضح وبلاأى لبس ولدينا بدل الدليل عشرات بل ومئات الأدلة لايجوز أن ننجر للمخطط المطلوب وهو وضع علامة التساوى بين الوطنى والعميل الخائن. وإعطاء شهادة وطنية للعميل والتشكيك فى جدية وإخلاص المقاوم !!الاستشهادى
وعندما ندرك أن هذه هى استراتيجية العدو والتى سبق واختبرها فى أمريكا اللاتينية وفيتنام وغيرها فسيكون خدمة كبرى للعدو وخططه أن تظل وسائل الاعلام من فضائيات وصحف وأن يظل السياسيون المرتدون لثياب الحكمة يولولون على الاقتتال الداخلى باعتباره معركة جانبية بعيدة ومنحرفة عن المعركة الأصلية مع المحتل . حقا إن من المصلحة تجنب هذا الاقتتال لانه يصيب البعض بعمى الألوان ولاأقول يهدر الدماء الاضافية لأن الدماء تهدر أكثر من خلال المعلومات التى يسربها هؤلاء العملاء للطائرات الصهيونية التى تقصف المجاهدين و معهم كثيرا من المدنيين . وقد قدمت حماس تضحيات كبيرة لتجنب هذا الاقتتال على مدار 13 عاما . ونحن لاندعو لتشجيع الاقتتال الداخلى ولكن اذا اضطر المقاومون لاجراء عملية جراحية ضد طابور خامس إجرامى فمن واجب شرفاء الأمة أن يقفوا معهم وينحازوا اليهم وهذا هو الذى يساعد على انهاء الاقتتال فى أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر لاعادة ترتيب المسرح الوطنى بشكل واضح ضد العدو المحتل . وما حدث فى غزة عملية جراحية فرضت على حماس ونتوقع أن الأمن سيستتب فورا فى غزة من زاوية مايسمى الفلتان الأمنى الذى كان يعود أساسا لهذه العناصر الضالة والمأجورة. ومايحدث فى الضفة الغربية يؤكد الدور المكمل الذى تقوم به هذه العناصر المأجورة للاحتلال فهناك قرابة 10 آلاف من قيادات حماس السياسية والعسكرية فى سجون الاحتلال ، ولذلك يرتع مجرمو الاجهزة الأمنية التى صنعت على عين اسرائيل ضد المدنيين العزل والمؤسسات الخيرية والثقافية المدنية بالحرق وتحطيم الأثاث وسرقة أجهزة الكمبيوتر
ولاأفهم أن يخرج البعض من المحسوب على التيار القومى ليقول ان مايحدث فى فلسطين عبث . ربما ولكنه من جانب واحد، من جانب العملاء والأصح أن يسمى خيانة. هل هو سر مخفى أن أسود أجهزة دحلان على المدنيين والملتحين والنساء والأطفال يتحولون الى أرانب وجرذان أمام أى اجتياح اسرائيلى ؟ هل هو سر مخفى حالة الفساد التى يغرق فيها أمثال دحلان وعشرات الملايين من الدولارات التى يلعب بها الواردة إليه من أوروبا ومصادر صهيونية وأمريكية . ألا تكشف ذلك الصحف الامريكية والصهيونية وهذا هو ديدنهم حتى يحاصروا العملاء بالحديث الصريح عن عمالتهم . ألم يخرج أمس أعلى مسئولى الولايات المتحدة لتأييد عباس وقراراته. ألم يقرأ أحدكم أن الجنرال عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية الأمنية بوزارة الدفاع الاسرائيلية والمسئول عن الضفة وغزة هو الذى أملى قرارات عباس عليه بدليل أنه أعلن عنها ظهر أمس الخميس قبل أن ينطقها عباس بعدة ساعات. وهل نسى أحدكم – من الذين يسوون بين حماس والعملاء – من الذى كان يستورد الأسمنت والحديد من مصر لبناء الجدار العازل
الصراع مع هذه الفئة العميلة المحصورة وليس مع منظمة فتح فرض فرضا على حماس ولم تسع اليه بأى حال من الأحوال . فهى صاحبة شعار حكومة الوحدة الوطنية . ماذا كان الخيار الآخر ؟ أن تصبر حماس على عملية استنزاف متواصل لقياداتها وأعضائها بالاضافة لما يتعرض له جموع الناس من تجاوزات هذه الفئة المجرمة . أنت لست أمام فصيلين يجاهدان العدو وأختلفا معا وتركا مقاتلة العدو وتفرغا لبعضهما البعض . نحن أمام عصابة مزروعة فى قمة أجهزة الأمن تحت اشراف اسرائيلى أمريكى .وهؤلاء يتعقبون المجاهدين طول الوقت ومنذ اتفاق اوسلو ويقدمون المعلومات للعدو الصهيونى . وهم المسئولون المباشرون عن دس السم لعرفات . وهناك وسيلة تستخدمها هذه العصابة لتبييض وجهها وخداع البعض من امتنا فهم يستخدمون اسم شهداء الأقصى وهو اسم عزيز علينا لأنه ارتبط ببعض العمليات الاستشهادية والفدائية ضد العدو . والحقيقة التى لايعرفها كثيرون أنه لايوجد تنظيم هرمى محكم اسمه شهداء الأقصى فهذه لافتة أستخدمها أبو عمار رحمة الله عليه حيث أشرف على مجموعات من شباب فتح وأغلبهم موجود بالأجهزة الأمنية للقيام ببعض العمليات من حين لآخر للضغط على اسرائيل من ناحية حتى تلين فى التفاوض وحتى لايترك شرف الكفاح المسلح لحماس والجهاد وغيرهما من المنظمات وابو عمار يعلم جيدا أهمية الشرعية الثورية فى صفوف الشعب الفلسطينى . وهذا هو السبب الرئيسى لقرار اسرائيل بتصفية عرفات . وبعد استشهاد عرفات أصبحت أحوال شهداء الأقصى أكثر اضطرابا وتشرذما خاصة وأن أبومازن ضد الكفاح المسلح من حيث المبدأ . ولاشك أن اعتقال البرغوثى له صلة بحالة شهداء الأقصى . المهم أنه لاتوجد الآن مجموعة محكمة أو تنظيم هرمى له قيادة موحدة لشهداء لأقصى . ولكنها مجموعات مبعثرة هنا وهناك ولذلك فان المراقبين يلاحظون أن البيانات المزيلة باسمها متضاربة فى كثير من الأحيان . فهناك مجموعات تعمل بالتنسيق مع حماس أو أى فصيل مقاوم آخر . وتختلف مواقف كل مجموعة من مكان إلى آخر . المهم فى الموضوع أن دحلان يستخدم أسم شهداء الأقصى عندما يستخدم عناصره المجرمة ضد حماس. وبالتالى فان القوى المقاومة حقيقة على الأرض هى : حماس وبعدها بمسافة الجهاد ثم ألوية الناصر صلاح الدين ثم بعد ذلك بمسافات باقى الفصائل الأخرى وهناك العديد من الاحصاءات عن العمليات العسكرية التى تؤكد الأوزان الحقيقية لكل الفصائل . المهم ألا ينخدع أحد بلافتة شهداء الاقصى التى تستخدمها عصابة دحلان – عباس
يتصور البعض أن حماس قد أخطأت حين دخلت الانتخابات وأخطأت عندما لم تنسحب من السلطة ، ويصورون أن حماس قد أستهوتها لعبة السلطة . والحقيقة كما ذكرت فى البداية أن حماس دخلت الانتخابات تحت وطأة ضغط شعبى رافض استمرار الزمرة الفاسدة فى السلطة التى بدأ المواطنون يعانون من فسادهم . وكان المتصور أن تحصل حماس على 40% كحد اقصى من المقاعد . فبعد أن اختارهم الشعب بنسبة 62% فكيف يعتذرون ويتركون المهمة والتكليف . وليس لدى حماس أى أوهام عن حقيقة هذه السلطة فهى ترى بنفسها وطأة الحصاروالاحتلال الذى يحيط بغزة إحاطة السوار بالمعصم . لاتوجد أى مغريات دنيوية فيما يسمى السلطة خاصة اذا أنت تمسكت بالثوابت : عدم الاعتراف باسرائيل واستمرار المقاومة.
وقد تعجبت من الذين تحاوروا من المثقفين المصريين مع قادة حماس الذين كانوا فى القاهرة منذ أيام من إصرارهم على ترك حماس للسلطة وقلت لهم إن الخروج من السلطة لن يعفى حماس من مطاردة العملاء لها كما كانوا يفعلون معها قبل نجاحها فى الانتخابات . موضوع السلطة فى الضفة وغزة أضحى مسألة الادارة اليومية لشئون الأراضى المحتلة مع ملاحظة الطابع الاستقلالى بصورة اكبر للقطاع والذى أصبح يضم القوة العسكرية الضاربة للمقاومة. فالمسألة لم تعد مسألة أوسلو فاليهود قد انسحبوا من القطاع ويصرون على عدم إعادة احتلاله .اذن فإن ادارة قطاع غزة أمام أحد احتمالين : إما أن تبقى حكومة حماس فى اطار منفرد أومن خلال حكومة وحدة وطنية أو تترك السلطة لعصابة عميلة لاسرائيل . أى الاحتمالين أفضل لاستمرار خيار المقاومة ؟ الأمر لايحتاج لأى تردد أو تفكير . فمهما كانت هذه السلطة محدودة الصلاحيات فمن الأفضل أن تكون غطاء للمقاومة ومن منطلق الشرعية التى حصلت عليها بالانتخابات الحرة النزيهة . يجب ألاننسى هذه الحقيقة ونحن نقيم الموقف . فمن المؤسف أن الذين لاتتوقف حناجرهم عن المطالبة بالديموقراطية فى مصر لايقيمون أى قيمة عمليا لها عندما يتحدثون عن فلسطين ربما لأن الأغلبية هناك لحركة اسلامية . فيطالبون حماس الحاصلة على 62% بإعطاء السلطة فورا لمن حصل على 30% من المقاعد حتى نحل المشكلة !! وهذه ازدواجية غير مقبولة .عندما نكون فى السجن فإننا نختار من بيننا مسئولا للاعاشة ومسئولا عاما للاتصال بادارة السجن . وهذان الشخصان تكون لهما سلطة على المساجين وحيثية ما عند ادارة السجن . السلطة نسبية ومن الأفضل أن نؤمر أحدنا اذا كنا فى رحلة ! ومع ذلك فهل اذا تركت حماس السلطة بمنتهى الريحية ستتوقف العصابة العميلة عن مطاردة المجاهدين ؟ بالطبع لا سيظلون يطالبون كما كانوا بوحدة القرار ووحدة استخدام البندقية بل ونزع سلاح حماس وكل المقاومة . ألا يصف ابو مازن من الآن صواريخ قسام التى أرعبت الصهاينة بأنها صواريخ عبثية.
وقطاع غزة له وضع خاص ، فهو منطقة شبه محررة من الوجود المباشر للعدو ، وبالتالى فان ادارته تكتسب أهمية قصوى للحفاظ على البنية التحتية للمقاومة .
ولايعنى أننا نريد التعامل مع قطاع غزة بالانفصال عن الضفة فمن الناحية السياسية والتاريخية هناك ترابط بينهما وبينهما مع باقى فلسطين . ولكن يجب أن ندرك أننا كما فقدنا فلسطين بالتدريج فالأمر الأكثر منطقية أننا سنستعيدها بالتدريج أيضا . إن حالة الانفصال الوقتى بين القطاع والضفة لاتخيف إلا الذين يتصورون أن فلسطين ستتحرر بالتفاوض القانونى وفقا لقواعد القانون الدولى وهذه الحالة لاتخيف إلا الذى يعيش أوهام أوسلو ويتصور أنه مايزال يتفاوض للحصول على الاراضى المحتلة عام 1967 وهذا هراء .لقد وضعنا أيدينا على غزة ثم نواصل فك الحصار عنها ونطور المقاومة فى الضفة لتحريرها. ولايهم المجاهد أو الثورى وجود ازدواج فى السلطة أو الحكومات كل هذه أمور هامشية فى مشروع التحرير. فالأن لايوجد أى نوع من التفاوض الجدى حول الضفة . فلأستوعب الأول تحرير غزة وأفك الحصار عنها من ناحية الحدود المصرية وبشكل متوازى أعيد بناء القوى العسكرية للمقاومة فى الضفة ( حيث تعتقل اسرائيل (ثلاثة عشر ألف فلسطينى أغلبهم من حماس ومن جناحها العسكرى خاصة
ولا أقصد الدعوة لآعلان الانفصال لا بالتأكيد فلابد – كما فعل مشعل فى مؤتمره الصحفى - التركيز على حكومة واحدة للضفة والقطاع أما اذا رفض العملاء فلامفر من ازدواج السلطة مؤقتا. فالقضية بالنسبة للمجاهدين فى المحل الأول الآن تعزيز القبضة على المنطقة شبه المحررة (غزة ) وتصعيد الجهود لتحرير الضفة تدريجيا . فالتحرير يرتبط دوما بموازين القوى . بل الانفصال الجغرافى قائم بين القطاع والضفة . واختلاف الظروف قائم منذ زمن ولايوجد جديد إلا تطهير القطاع من العملاء. أعلم أن ذلك سيجر على حماس عداوات ومخاوف من النظم العربية وعلى رأسها حكومة مصر ومن المجتمع الدولى ، ولكن البديل كان أسوأ: استنزاف بلا طائل مع استمرار عداوة المحيط العربى والدولى . وكلما ترسخت أقدام حماس فى القطاع فإنها ستنتزع بالأمر الواقع الاعتراف العملى بها .
والفلسطينيون ملوك الصبر .
وعلى كل عربى ومسلم مخلص أن يدرك أن قضية فلسطين لاتحل اعتمادا على الفلسطنيين وحدهم لأن اسرائيل مدعومة دوليا ولابد للمقاومة الفلسطينية أن تدعم عربيا واسلاميا . وايضا لأن فلسطين قضيتنا جميعا دينيا وقوميا .ودورنا فى مصر كبير لأن مصر هى البوابة الوحيدة لغزة والنظام المصرى فى حالة انزعاج شديد لعدائه المزمن للاسلام رغم أن المحتكين منهم بحماس يعلمون علم اليقين أنهم لايتدخلون فى الشئون الداخلية للدول العربية وأنهم عقلاء ويعرفون أن حملهم عبء فلسطين يكفى ويزيد . إن دور الشعب المصرى أساسى فى الدفاع عن غزة ورفض مواصلة حصارها . أعلم أن غزة تمثل 2أو3% من مساحة فلسطين ولكنها تضم مليون ونصف مليون فلسطينى بالاضافة لحالتها النوعية التى اشرنا اليها كقاعدة شبه حرة للمقاومة .
ولعلى لاأحتاج لنصيحة الأخوة فى حماس : فهم مقبلون على مفاوضات صعبة مع فتح تحت مظلة عربية فاحرصوا على رأب الصدع ووحدة السلطة ما أمكن ولكن بدون عودة الحالة فى غزة إلى ماكانت عليه.ولاتنزعجوا كثيرا من احتمال ازدواج السلطة فكل حركات التحرر الوطنى مرت بظروف مماثلة.
ونداء أخير إلى كل شرفاء الأمة من كل الاتجاهات كونوا مع الصادقين ، ولاتقفوا على الحياد وهاجموا الطرف العميل بضراوة واكشفوا خططه فهذا هو الآسلوب الأكثر نجاعة فى القضاء على الفتنة وحقن الدماء .

14‏/06‏/2007

غزة تحت النار


سنحاول استعراض الواقف المختلفة من أحداث غزة والأحداث المترتبة عليها

:موقف حماس
1-
التأكيد على أن المعركة ليست مع فتح
2-
نفاد الصبر ومحاولة حسم الأمر بأي ثمن حتى لو أدى إلي نسف المقرات على رؤوس من فيها
3-
من الواضح أن موقف حماس العنيف جاء بعد صبر لمدة بعد أن قامت قوات الحرس الرئاسي بقتل وإيذاء كل من تشتبه في انتمائه لحماس أو حتى التعاطف معها
4-
من المؤكد أن ما تسعى إليه حماس ليس هو السيطرة على الحكم فحماس في رأيي لم تدخل العملية السياسية إلا لمواجهة فساد السلطة الفلسطينية وما فعله الشعب هو أن انتخب حماس لأنه وجدها بديلا عن الفساد


:موقف فتح

أولا: دحلان ورجاله
دحلان يلتزم الصمت التام ويختفي عن الأنظار إما هارب أو في انتظار الدعم الصهيوني المتمثل في القصف والاغتيالات والاعتقالات في صفوف حماس أو ربما في انتظار أن تنصلح الأحوال ويعود رجاله إلي مراكزهم
أما عن رجاله فهم أشبه بالفئران التي فرت من السفينة الغارقة فمنهم من بادر بالاختفاء خوفا من رجال القسام أو الهروب إلي الحدود المصرية أو حتى تسليم أنفسهم إلى المصريين

ثانيا: عباس ورجاله
ظل عباس ملتزما الصمت ومدعيا الحكمة طوال فترة الاشتباكات التي بدأت منذ عدة اشهر ولكن عندما شعر بانفلات الأمر من يده بدأ في اتخاذ إجراءاته بالتلويح بحل الحكومة واتخاذ بعض القرارات التي ليس لها قيمة سوي تحسين صورته فهو بالتأكيد كان على علم بأمر قوات دحلان التي تدربت في مصر بأموال أمريكية ودعم صهيوني وكان على علم بدخول هذه القوات إلى غزة منذ أسبوعين أو أكثر وكان على علم أنها دخلت لحسم المعركة الدائرة لصالحه هو و دحلان ومن معهم ولا استبعد أن يكون ضالعا في الأمر

ثالثا: شهداء الأقصى
يبدوا موقف شهداء الأقصى غامضا لأول وهلة فكل البيانات الصادرة من طرفهم كانت عن عمليات ضد الاحتلال ولم يردد ذكر أي شيء عن ما يحدث بين فتح وحماس، ثم صدر بيان منذ أسبوعين تقريبا يقول إن قيادات حماس مثل قيادات فتح <<إلي قادة العدو المجرم وعلي رأسهم أولمرت قادة حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية دمائهم غالية علينا كقادة فتـــح وكتائب الأقصى>>، بيد أن هذا الموقف تغير عندما طالت أيدي العنف بعض قيادات شهداء الأقصى << كتائب الأقصى تعلن حالة الاستنفار العام في صفوفها وتؤكد بأن من شارك في اغتيال القائد جمال أبو الجديان وأبناء حركة فتـــح سيتم محاسبتهم عاجلاً أم آجلاً في <<الميادين العامة>> و << قيادة حماس شريك مباشر في كل عمليات الاغتيال التي تنفذها زعران القسام
ويبدوا أنها قد خرجت عن صمتها ولكنها حتى الآن لم تتخذ إجراءاً عنيفا ربما أيمانا من قياداتها أن هذا سيزيد الأمر سوءاً وهذا واضح من عبارة :إن عاجلا أم آجلا
وكتائب الأقصى هنا تتحمل جزءا من المسؤولية عما آلت إليه حركة فتح فالموقف الصامت الذي اتخذته في البداية الذي كان من الممكن أن يكون مقبولا إذا كانت الكتائب تنتمي لحركة أخرى مثل حركة الجهاد التي أخذت موقف الحياد ودعت إلى وقف القتال، ولكن والحال هكذا فكان من الواجب أن تبادر الكتائب في بياناتها بالدعوة إلى وقف القتال واستعدادها لتطهير حركة فتح فالتطهير لا يمكن أن يأتي إلا من داخل الحركة وإلا فسوف يعتبر اعتداء كما يقال عن حماس وما تفعله بفتح، ففي رأيي أن كتائب الأقصى يتحملون وزرا كبيرا في ما وصل إليه حال فتح وقادتها

الآن لدينا نموذجين لفصائل المقاومة

:موقف الجهاد الإسلامي
حركة الجهاد هي التي تبنت عمليات الصلح وإيقاف إطلاق النار منذ عدة أشهر عند بداية الاشتباكات وقد سعت للوساطة بين المتحاربين أكثر من مرة لذا فهو من الطبيعي أن تتخذ موقفا محايدا مما يحدث الآن هذا أفضل فمن المفروض ألا تنغمس كل حركات المقاومة في هذا الأمر ويتركون العدو الصهيوني يفعل ما يشاء، لذلك فالحركة تركز على الدعوة لوقف القتال إلى جانب الاهتمام بالعمليات العسكرية ضد العدو

:(موقف ألوية الناصر(لجان المقاومة الشعبية

ألوية الناصر قد تبنت منذ البداية الموقف المتعاطف والمسند لحماس ولعل هذا يرجع إلى صعود محمد دحلان المعروف بفساده في صفوف حركة فتح، لذا فقد سارعت ألوية إلي الوقوف في جانب أختها حما دون الاشتباك مع أختها فتح. << وقال "أبو مجاهد"، الناطق الإعلامي باسم الألوية في تصريح صحفي له اليوم الأربعاء (13/6) بعد أن كان هناك فراغ كبير وواضح على الحدود مع الأراضي المصرية، وبعد أن سيطرت كتائب القسام على المواقع الأمنية المحاذية على الحدود المصرية، بادرت ألوية الناصر وبموافقة كتائب القسام والأشقاء المصريين بنشر عناصرها على تلك الحدود لحمايتها". <<"وأضاف في تصريحه: "نحن كجناح عسكري ومقاوم نعمل على حماية المجاهدين المخلصين من أبناء شعبنا
:موقف العدو الصهيوني

بالطبع لا يمكننا إغفال الحديث عن العدو الصهيوني الذي يتصيد كل شىء ولا يترك أي فرصة فهو الآن ينتظر ما ستسفر عنه المواجهات ويخطط ويحلل كل صغيرة وكبيرة اللهم رد كيدهم في نحورهم
ذكر المحلل الصهيوني في القناة الثانية الصهيونية "ايهودي يعاري" أن بعد ما جرى اليوم في قطاع غزه يمكن القول وبكل وضوح بان عهد حركة فتح انتهي في قطاع غزه. وأضاف قائلا في القناة الثانية الإسرائيلية أن القوات التي بناها محمد دحلان في القطاع بأموال أمريكية وموافقة إسرائيلية هذه القوات انهارت تماما ومن بقي من فتح لم يخرج للشوارع فهذه القوات انهارت مثل برج مبني من الأوراق. وأضاف المحلل الصهيوني : "السلطة الفلسطينية تحولت الآن إلي وحش برأسين رأس إمارة حمستان في غزه ورأس فتح لاند في الضفة وزعم المحلل الإسرائيلي :" ما حدث في القطاع اليوم يعتبر انقلاب عسكري إسلامي لم يحدث منذ 30 عاما , فالواقع في غزه من الآن وصاعدا سيكون واقع جديد يجعل إسرائيل تتخذ قرارات لم تتخذ من قبل فمن يتواجد في القطاع الآن ليسوا بأصدقاء إسرائيل القدماء مثل أبو مازن وكبار فتح بل حماس. فيما ذكر المراسل العسكري في القناة الصهيونية الثانية "روني دانيل " أن مصادر عسكرية صهيونية ذكرت بأنها لم تتفا جئ مما حدث اليوم في قطاع غزه وقالت المصادر كنا نتوقع أن تحسم حماس المعركة ضد فتح منذ شهر يناير الماضي والجيش يتابع عن كثب الأحداث في غزه وسيدرس الانعكاسات المترتبة علي <<سيطرة حماس اتجاه "إسرائيل" وأضاف أنه تم اليوم إغلاق جميع المعبر الحدودية لقطاع غزه
:موقف الحكومات العربية
لا يخفى على أحد موقف الحكومات العربية العميلة ورفضها التام لوصول حماس إلى السلطة لأن هذا ينذر بسيل من الإسلاميين يهدد عروش الحكام، لذلك فقد كان موقفهم واضحا بالتجاهل التام لحماس وقياداتها ويظهر الأمر بشكل أوضح في مصر حيث تم تدريب القوات العميلة الممولة أمريكيا على الأراضي المصرية بل وسمحت لهم الحكومة المصرية بعبور الحدود في وقت يقف فيه مئات المواطنين الفلسطينيين لأشهر انتظارا لعبور الحدود إلى رفح، بل ووصل الأمر إلى الحرص على طمس كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى أول القبلتين عندما تم التعجيل بتمرير وثيقة نصرة الأقصى التي لم يسمع عنها أحد في الوسائل الإعلامية الحكومية
ماذا بعد؟

السيناريو الأكثر قوة الآن هو سيطرة حماس على قطاع غزة بالكامل ولكن ماذا بعد؟ فإن هناك أخبارا ترد بالضفة الغربية عن وقوع اعتداءات بحق قادة حماس هناك، الشيء المؤكد أن العدو الصهيوني لن يسمح بوصول حماس إلى الضفة فكل ما سيحاول أن يسعى إليه الآن هو فصل غزة عن الضفة لتحقيق قاعدة فرق تسد وربما أوحى خياله له أن يساعد على قيام قطاعين منفصلين عن بعضهما من حيث التوجه والمواقف السياسية والعسكرية، كذلك فإن أمريكا والدول العربية) ستسعى إلى إدانة حماس وتحويل الانقلابيين إلى أبطال)

:المطلوب

المطلوب أولا من حماس أن لا تندفع في موقفها وأن تفكر جيدا في كل خطوة تخطوها حتى لا يتحول الأمر إلى (حماس (ضد فتح) بدلا من (حماس وشرفاء فتح والحركات الأخرى ضد الانقلابيين
والمطلوب من فتح هو اتخاذ موقف ضد الفساد والعملاء المحسوبين على هذه الحركة العريقة المناضلة ومواجهة محمد دحلان وأعوانه رشيد أبو شباك وأمثاله والذي يخشى الكثير من أبناء الحركة توجيه النقد لهم حتى لا ينفرط عقد فتح التي تمكن فيها دحلان وعباس ورجالهما، فالمطلوب الآن هو تطهير الحركة من كل ما يسيء إليها ويضعف قوتها
والمطلوب من الفصائل الفلسطينية أن تسعى إلى تثبيت وحدة الصف واستمرارها في عمليات المقاومة ضد العدو الصهيوني
(و هذا هو ما يحدث فعلا من معظم الفصائل بما فيها القسام وشهداء الأقصى)
و أخيرا المطلوب من كل الشعوب العربية والإسلامية أن تساند القضية الفلسطينية وأن تسعى للتحرر من قبضة طغاتها وتسارع إلى وحدة الأمة وتقدم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني المحاصر
اللهم وفق إخواننا المجاهدين في فلسطين اهدهم وانصرهم
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في الشيشان
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

12‏/06‏/2007

لا تصالح... أمل دنقل

لاتصــالح ولو منحوك الذهب
.. أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى..؟
..هي أشياء لا تشترى
،ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
،حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ
،هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ
..الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما
!وكأنكما ما تزالان طفلين
:تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
..أنَّ سيفانِ سيفَكَ
:صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي ماءً ؟
..أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء
تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟
!إنها الحربُ
..قد تثقل القلبَ
لكن خلفك عار العرب
..لا تصالحْ
!ولا تتوخَّ الهرب
*****
..لا تصالح على الدم
حتى بدم !
لا تصالح !
ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ ..
سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟
سيقولون : جئناك كي تحقن الدم ..
جئناك . كن - يا أمير - الحكم
سيقولون :
ها نحن أبناء عم.
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
!ومَلِك
*****
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر ..
إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن .. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !
من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..
وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة ..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،
وهي تجلس فوق الرماد ؟!
لا تصالح
*****
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وكيف تصير المليكَ ..
على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة
لا تصالح ،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك : سيفٌ
وسيفك : زيفٌ
إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف
واستطبت - الترف
لا تصالح
*****
ولو قال من مال عند الصدامْ " ..
ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
كيف تنظر في عيني امرأة ..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟
كيف تصبح فارسها في الغرام ؟
كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام
- كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس ..
واروِ أسلافَكَ الراقدين ..
إلى أن تردَّ عليك العظام
*****
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق ..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس
فوق الجباهِ الذليلة !
*****
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .
لم أكن غازيًا ،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم
لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ !
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !
وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ : ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
*****
لا تصالحُ ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا
بهجة الأهل
صوتُ الحصان
التعرف بالضيف
همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي
الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي
مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًّا
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..
في شرف القلب
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !
*****
لا تصالح
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك .. المسوخ !
*****
لا تصالحْ
لا تصالحْ

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد تفكير طويل وعميق قررت أن أكتب، أن أتكلم، أن أصرخ فلربما كانت كلمة الحق هي آخر ما بقي لنا، إذن لنموت جوعا أو قهرا أو ظلما ولن نتخلى عن مبادئنا