09‏/06‏/2008

لماذا تريدونها فتنة؟

لم أرد أن اكتب عن أحداث ملوي حتى يتبين الأمر، وفي الحقيقة لم أجده سوى نزاع على الأرض يحدث كثيرا وخاصة عندما يكون النزاع مع البدو أو الأعراب الذين مازالو يطبقون فكرة أن الأراضي تمتلك بوضع اليد، ولا يعترفون بأنها ملك للدولة، وهناك عشرات القصص التي تحكي عن شخص اشترى الأرض من أملاك الدولة ثم وجد نفسه مضطرا لدفع مبالغ إضافية للأعراب وإلا فلن يحصل على الأرض، جدي نفسه كان قد اشترى أرضا في مرسى مطروح منذ سنوات عديدة ولم يتمكن من الحصول عليها بسبب الأعراب ومازالت حتى الآن في قبضتهم، المشكلة هنا أن النزاع كان بين الأعراب ودير للرهبان المسيحيين، فهناك من لم يهنأ لهم بال حتى يطلقون شعارات "اضطهاد المسيحيين في مصر" - ولا أقول الأقباط – و"الحوادث الإرهابية" و"المذبحة"، حتى أن بعضهم يتساءل "ببراءة شديدة" عن احتمالية عودة الجماعات المتطرفة إلى أنشطتها، بل ويطالب البعض الآخر بعمل مساحة عازلة حول الأديرة تقدر بعدة كيلومترات، هؤلاء الذين يريدونها فتنة، هؤلاء الذين لا يسعون إلا لمصالحهم ولا تهمهم مصلحة مصر، وأنا هنا أتكلم عمن داخل مصر وخارجها ممن يتاجرون بالقضية، أقول لهم ارفعوا أيديكم عن مصر ومسيحييها ومسلميها، أرفعوا أيديكم عن المتاجرة باسم مسيحيي مصر، إن أي اعتداء على المسيحيين في أرض مصر يسيء للمسلمين كما يسيء للمسيحيين، ولن تكونوا أكثر وطنية ولا اهنماما بحقوق المسيحيين أكثر منا نحن المصريين الحقيقيين، كفاكم تهجما على الإسلام، لن أقول كما تقولون "الإرهاب المحمدي" والإسلام الإرهابي" ظلما وزورا فالإسلام هو أول من يحمي حقوق غير المسلمين
أقول ومع احترامي لكل الأخوة المسيحيين أن البابا شنودة مخطئ في موقفه من هذه القضية (ومن قضايا أخرى كثيرة) عندما يتكلم ويدلي بدلوه في الأمر ويجعلها قضية طائفية، وياليته صمت، يقول البابا في حديثه لبرناج البيت بيتك "إن المعتدين اعتدوا على الرهبان وطالبي الرهبنة واختطفوا ثلاثة رهبان وعذبوهم، وحاولوا إجبارهم على إنكار دينهم، من خلال طرح الصليب على الأرض، وطلب البصق عليه من الرهبان، ومحاولتهم إجبارهم على نطق الشهادتين" ويركز جدا على كلمة "الدين" بل ويرفض قبول أن ما حدث هو تنازع على الأرض بل هو موجه ضد الدين، ويتكلم عن "أمن الرهبان"، وكأننا في دولة داخل دولة، بالله عليكم ماذا يحدث عندما يسمع أي شخص مسيحي هذا الكلام؟ وماذا إذا كان هذا هو الموقف الرسمي للبابا ممثل الكنيسة في مصر؟ هل هو فعلا حريص على مصلحة المصريين المسيحيين أم هو حريص أكثر على تشييد عرشه؟ إنها قضية أمن مواطنين وليست أمن رهبان فالرهبان هم مواطنون مصريون، هل من المفروض أن يختلف الأمر لو كان المعتدى عليهم من المسلمين؟ ما رأي البابا؟ أم أنه لا شأن له؟ صحيح أن البابا ممثل الكنيسة ولكنه أيضا مواطن مصري، فلماذا يصر على أنه رئيسا لدولة؟ أسئلة كثير أنتظر الإجابة عليها

هناك 4 تعليقات:

Dr. Ahmed Wagih يقول...

انا متفق معاك على ان الحادث لا علاقة له بالفتنة الطائفية -قد يكون العربان بالغوا في البلطجة علشان خصومهم اقباط ولكن الموضوع نزاع على ارض زي ما تفضلت. ولكن، هل تنكر انه فيه فئة كبيرة من المسلمين -والمسيحيين- بتمارس التمييز ضد من يخالفهم في الدين؟ والا تتفق مع د. يحي الجمل في مقاله في المصري اليوم (منقول على المدونة بتاعتي) على ان المسئولية في منع الفتنة هي على الغالبية المسلمة في مصر؟ انا شخصياً شفت بعيني حوادث اضطهاد في الكلية من قبل أعضاء هيئة تدريس واحد ملتحي والتانية محجبة (ايام كانت هي الوحيدة المحجبة في كل هيئة التدريس). الأضطهاد والتمييز موجود وانكاره لا يعني القضاء عليه، ولو عايز امثلة اديلك، اهمها منع بناء الكنائس (قانون الخط الهمايوني) واللي الرئيس اعطى تفويض للمحافظين على توقيعه، ولكن ليه فيه فرق بين بناء المسجد وبناء الكنيسة من الأساس؟؟؟ انا مسلم ولكن الظلم والأضطهاد ممكن يدمر مصر علينا كلنا.

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

غريبة
تعرف الكلام للمعلق اللي تفضل وعلق قبلي اعزك الله اخي
حضرتك انزل شارع شبرا هتلاقي هناك اغلب اقباط مصر هناك هتلاقي بين كل كنيسة وكنيسة كنيسة
ثم اصلا بالنظام اللي هما عاوزينه عاوزين لكل نصراني كنيسة
اما هما 12 مليون على اد عددهم يبنى كنايس
اما حكاية بناء المساجد طب جرب حضرتك واشرع في الاشراف على بناء مسجد وامشي في تطليع التراخيص وغيره وورينا بقى الاجراءات والعقد اللي هتلاقيها هي هي برضه في بناء الكنايس
للاسف يا اخ كريم هما النصارى فاكرين انهم لما يخلوها فتنة بقى ويقلبوا الدنيا لما يستنجدوا بامريكا هتلحقهم بقى وتقضي على المسلمين الهمج بس هيلاقوها حاجة تانية خالص
حكاية الثور الابيض وهتبوظ علينا كلنا
ربنا يرحمنا
تحياتي

كريم عاطف يقول...

نهضة مصر
أولا أهلا بك في المدونة
ثانيا كلمة اضطهاد لا يمكن استخدامها إلا لو كانت هناك أحداث طائفية على نطاق واسع، يعني بالبلدي كده لما كل يوم بيموت كام واحد بسبب الأحداث دي وأغلب المسيحيين مش عارفين يعيشوا في البلد، فعلا في أحداث تمييز بتحصل بس في الأول وفي الآخر بتبقى بصورة فردية، في رأيي إن المسئولية في المقام الأول على الإعلام الرسمي اللي هو ممثل النظام اللي بيحاول يحول أي حادثة عادية ولو بالإيحاء لموضوع مسلمين ومسيحيين، وبعدين لما بيحصل كده توقع أي حاجة ممكن تحصل، أما موضوع الكنائس انا معاك أنه محتاج تعديل بس برضه لازم يتناسب مع عدد المسيحيين في مصر، وبعدين يعني لو بصيت للدول الأوروبية اللي فيها مسلمين واللي تعتبر نموذج علماني بتعمل إيه لغاية ما يوافقوا على بناء مسجد عندهم، أما مقال الدكتور يحيي مع احترامي الكامل ليه فأنا مش متفق معاه في كتير من اللي بيقوله لأسباب كتيرة

كريم عاطف يقول...

أختي عاشقة النقاب أهلا بك
يجب أن لا نضع المسيحيين أو النصارى في سلة واحدة فأصحاب الأصوات العالية الشاذة هم فقط من يظهرون في الصورةالآن، ولكن هناك الكثيرين من المهتمين بمصلحة مصر ويرفضون ما يفعله خونة المهجر وأعوانهم في مصر، أما موضوع الكنائس فكما قلت في الرد السابق الموضوع يجب أن يخضع للتنظيم وأننا لو أطلقنا حرية بناء الكنائس في هذا الوقت بالذات فسنجد سباقا محموما في البناء بدافع الشحن الطائفي الذي نتعرض له، وأؤكد دائما على أن أصل المشكلة هو النظام المصري بكل سلبياته