21‏/06‏/2008

عام على الحسم العسكري في غزة


هذا العنوان قد لا يعجب البعض (ماذا لو كنت ذكرت كلمة التطهير)، لأنه للأسف أصبح الكثير من المهتمين بالسياسة يحكمون على الأحداث من وجهة نظر أيدلوجياتهم، وليس وفقا لمصلحة الأمة، فنجد من يقول عن أحداث غزة "الانقلاب الدموي" لمجرد أن حماس حركة إسلامية تمثل "الفاشية الإسلامية" من وجهة نظرهم والميل لحسم الأمور بالاحتكام للسلاح، ويكيلون الاتهامات لكل الحركات الإسلامية وأحيانا للإسلام ذاته، دون أي تقييم موضوعي لما حدث

عام على الحسم العسكري في غزة ماذا ربحت الأمة وماذا خسرت؟

بداية أقول إن تقييم أي حدث يجب أن يكون في إطار الأمة وليس في إطار القطر لأن القضية ليست قضية فلسطينية بحتة بل هي قضية عربية إسلامية ولا يمكن الحكم عليها من منظور ضيق لأن أحداث غزة تؤثر في العالم الإسلامي كله، (كما أن تقييم المكاسب والخسائر لا يخضع لمعايير الكثرة والقلة)
- المكسب الحقيقي في رأيي هو أن غزة أصبحت أرضا محررة، وأكاد أجزم أنها الأرض الإسلامية الوحيدة التي لا تخضع للاحتلال أو لعملائه من الحكام، أصبحت أرضا وقاعدة للرباط والجهاد، تتحرك فيها حركات المقاومة بحرية وتعد رجالها وأسلحتها دون أي تهديد من عملاء الداخل (القيادات الأمنية في السلطة سابقا)، أيضا تحرير سلاح المقاومة من القبضة الأمنية والمطاردات، وكذلك عمليات الاغتيال المنتظمة
- المكسب الآخر هو تحقيق توازن الرعب بين المقاومة والاحتلال، فبرغم التفوق النوعي والكمي للاحتلال من ناحية التسليح والامكانات المادية والتكنولوجية، إلا أن تحقيق التوازن لا يعتمد على ذلك بل يعتمد على امتلاك المقاومة القدرة على الرد والإيذاء وتكبيد العدو الخسائر حتى لو كانت قليلة، بل والتطور الكبير في التكتيكات القتالية ونوعيات الأسلحة المستخدمة، لا أنوي الخوض في تفاصيل عسكرية منعا للملل، ولكن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس قد اتبعت تكتيكات جديدة بالفعل وكانوا الأكثر فهما لفكرة الأرض المحررة وتعاملوا مع العدو من هذا المنطلق
- المكسب الثالث هو اعتراف الكيان الصهيوني ضمنيا بسيطرة حماس على غزة، وقبوله لفكرة التهدئة
- النصر الكبير هو قبول الكيان الصهيوني اتفاق التهدئة وبشروط الفصائل الفلسطينية، ذلك الاتفاق الذي يجمع أغلب المحللين الصهاينة أنه نصر لحماس وللمقاومة، فهو فترة لتنظيم الصفوف وتدريب المجاهدين وتطوير الأسلحة والصواريخ
- المكسب الأخير وهو معنوي إلى حد ما هو الصمود الشعبي أمام الحصار الذي قارب على العام، بل وتسويق القضية إعلاميا من خلال التظاهرات والوقفات أمام المعابر المصرية والصهيونية، وعدم الخضوع لأي ضغوط صهيونية مصرية

ماهو المطلوب في المرحلة اللاحقة؟

-اشتراك جميع الفصائل في القرار
-عدم الانجرار إلى السياسة والتركيز على بعد المقاومة لأن التاريخ أثبت أن السياسة والمفاوضات لا تحقق شيئا بينما المقاومة هي الحل والوحيد والناجع لكل آلام الأمة، أو بمعنى آخر أن تظل المقاومة هي المتحكمة في السياسة وليس العكس
-الاستمرار في تطوير سلاح المقاومة وعدم الالتفات للدعاوى الانهزامية التي ترى عدم جدوى المقاومة وأن المفاوضات هي الحل وأن استخدام السلاح يضر بالقضية ونسى هؤلاء أن منظمة التحرير الفلسطينية قامت أصلا على المقاومة وحركة فتح في الأصل كانت حركة مقاومة
- أما عن الشعوب العربية والإسلامية، وبخاصة شعب مصر، برغم أنه يخوض معركة سياسية لتحريره في الداخل إلا أنه لا يجب نسيان غزة والضغط على النظام الحاكم بكل الطرق لعدم إعادة الحصار

اللهم انصر المجاهدين في فلسطين
اللهم انصر المجاهدين في العراق
اللهم انصر المجاهدين في الشيشان
اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان

ليست هناك تعليقات: