21‏/07‏/2008

عملية تحرير سمير القنطار..دلالات ومعاني


عملية تحرير الأسرى وعلى رأسهم سمير القنطار تعتبر أكبر نصر للمقاومة أمام العدو الصهيوني، فالعدو أدرك أن عليه أن يتفاوض ويقدم تنازلات من أجل تحقيق ما يريد وليس كما عوده الرؤساء والحكومات الخانعة الذين كانوا يتنازلون من أجل الحفاظ على المناصب، عملية تحرير الأسرى أثبتت أن لا حل سوى في المقاومة التفاوض والمباحثات والدبلوماسية ليست ذات قيمة، المقاومة وحدها وتوازن الرعب مع العدو هما العامل الأساسي، عملية التحرير هي فرض لإرادة المقاومة على الكيان الصهيوني، هي التي فعلت ما عجزت عن فعله الحكومات العربية وجامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات والاجتماعات والمفاوضات و..و..

لقد اكتسب حزب الله مصداقية عالية لدى الشعوب العربية التي تفتقد المصداقية لدى زعمائها المزعومين وكذلك لدى الصهاينة الذي باتوا يثقون في خطاب حسن نصر الله أكثر من ثقتهم في مسئوليهم

إن جملة زمن الهزائم قد ولى قد تجلت في أوضح معانيها عندما يقوم بضعة مئات من المقاتلين بفرض إرادتهم بكيان يفخر دوما بتفوقه العسكري النوعي والكمي على الدول العربية مجتمعة، كذلك عندما نجحت الصواريخ الفلسطينية في فرض توازن الرعب مع الكيان الصهيوني

ومن هنا نؤكد أنه يجب أن يكون مشروع جميع حركات المقاومة هو مشروع الأمة وليس مشروعا قطريا أو طائفيا أو حزبيا، ويجب أن ينظر جميع المقاومين على أنهم جزء من المشروع الأكبر وليس تحرير جنوب لبنان أو تحرير الصومال أو حتى تحرير فلسطين

كان من أهم ما جاء في خطاب حسن نصر الله التأكيد على تكامل حركات المقاومة وهو يعكس اعتراف حزب الله ضمنيا باستعداده للتعاون مع كافة حركات المقاومة ومع كل صوت مقاوم في لبنان وفلسطين خاصة برغم اختلاف مرجعياتهم وأيدلوجياتهم، وهنا اقتبس بعض الفقرات من خطاب نصر الله:
"عندما ذهب سمير قبل ثلاثين عاما لم يكن حزب الله قد وجد وعندما قامت دلال بعمليتها البطلة لم يكن حزب الله قد وجد"
"مشروع المقاومة هو مشروع واحد وحركة المقاومة هي واحدة ومصيرها وهدفها واحد وإن تعددت أحزابها وفصائلها وعقائدها واتجاهاتها الفكرية والسياسية"."ثانياً للتأكيد على أن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين تحديداً، هي حركات متكاملة تتراكم جهودها لتحقيق نفس الأهداف لتحرير الأرض والإنسان. أيها الإخوة نحن من هذا الموقع مع هذا الحشد من الشهداء نستحضر كل تضحيات المقاومين في لبنان وفلسطين وبلاد العرب من إسلاميين وقوميين وعروبيين وإلى أي اتجاه فكري انتموا. نحن نقدر كل المقاومين والشهداء الذين سبقونا إلى ساحات المقاومة، نحفظ لهم مكانتهم في ماضي وحاضر ومستقبل المقاومة. أود التأكيد أن الهوية الحقيقية لشعوب منطقتنا الأصيلة الثابتة هي هوية المقاومة وإرادتها وثقافتها ورفض الذل والهوان أيا كان المحتلون. على مدى عقود من الزمن تجدون بأن راية المقاومة لا تسقط بل تنتقل من حزب إلى حزب من عنوان إلى عنوان ولكن تبقى الأحزاب والفصائل والعناوين مجرد مظهر خارجي. قد يتعب بعضنا أو يبدل بعضنا خياره ولكن دائما كان هناك من يستلم الراية ويواصل الطريق. لذلك المقاومات والفصائل تقدم النموذج لتستفيد منها الشعوب والأجيال، ومقاومتنا من خلال ما أنجزت تحاول أن تقدم النموذج ليتكامل مع ما سبقه وليكون مثلاً يحتذى"

الوعد الصادق هو اسم عملية أسر الجنديين إشارة لوعد حزب الله بتحرير القنطار وكل الأسرى اللبنانيين عام 2004 عندما رفض العدو الصهيوني الإفراج عن القنطار، فأعلن نصر الله أن القنطار سيتحرر قريبا وأن العدو سيندم على عدم الإفراج عنه، لم يكن هذا الكلام من قبيل الصدفة أو تهديدا أجوفا بل كان نتاج استراتيجية وتخطيطا للخطوات القادمة بحرص وتحديدا للأهداف والغايات، وتسمية العملية بالوعد الصادق هي أكبر دليل على صدق نية حزب الله في هدفه من هذه العملية

أيضا هناك نقطة هامة وهي أن الخطاب الإعلامي للمقاومة هام جدا في الحرب النفسية مع العدو الصهيوني، وأن له تأثيرا كبيرا في ظل غياب المصداقية لدى القادة الصهاينة

أيضا أحد مصادر القوة هو عدم كشف مصير الجنديين الأسيرين حتى آخر لحظة، وقد كان الصهاينة يخططون لكلا الاحتمالين فإذا كانا حيين سيتم نقلهما بطريقة ما وإذا كانا قتيلين سيكون نقل جثتيهما بطريقة مختلفة

ولاشك أن هذه العملية ستؤثر على مفاوضات حماس مع الكيان الصهيوني –هذا من منظور تكامل حركات المقومة وتراكم مجهوداتها- وربما نسمع قريبا عن عملية تحرير جديدة

كذلك ارتداء الأسرى للملابس العسكرية أثناء الاحتفال بهم للتأكيد على إصرارهم على خيار المقاومة وأن سنوات الأسر لم تفلح في تغيير أهدافهم

سمير القنطار
"لم أعد من فلسطين إلا لأعود إلى فلسطين" بهذه الكلمة افتتح الأسير المحرر سمير القنطار خطابه أمام الجماهير
"إن تركتهم فهم لن يتركوك"
"إن القضية لن تنتهي لو استعدنا مزارع شبعا وما بعد مزارع شبعا القضية سوف تنتهي بنهاية الكيان الصهيوني" وهو بذلك يؤكد على مفهوم الصراع بين الأمة والكيان الصهيوني أنه صراع وجود
سمير ذلك الشاب في السابعة عشرة اعتقل في تنفيذ عملية فدائية وظل أسيرا في سجون الاحتلال ما يقارب الثلاثين عاما، سمير الذي لم تفلح سنوات الاحتلال في إضعاف عزيمته، سمير اثبت أن هناك مقاومة من نوع آخر داخل سجون الاحتلال، مقاومة للحفظ على الهوية والكرامة، يحكي القنطار أن العدو الصهيوني لم يكن يسمح لهم في البداية بأية صحف أو محطات إذاعية إلا بصحيفة تصدر عن المخابرات الصهيونية وإذاعة "صوت إسرائيل" الموجهة باللغة العربية فكانوا يشكلون فريقا يجلس أمام المذياع المهرب ويقوم بكتابة نشرة أخبار خاصة بالأسرى وذلك حتى لا ينهزموا بالحرب النفسية التي يشنها العدو عليهم حتى وهم في الأسر

سمير القنطار سيلعب دورا هاما جدا في دعم المقاومة وإدخال الفئران إلى جحورها، إن لم تكن قد دخلت بالفعل، فهاهو وليد جنبلاط يتلون كالحرباء كعادته، وهاهو الحريري لم يتحمل البقاء في لبنان وذهب إلى العراق يتباحث مع حكومته العميلة فأين أنتم الآن
أقول إن الأيام القادمة ستشكل تغييرا كبيرا في لبنان وفي الأمة العربية

والله أكبر والنصر للمقاومة

هناك تعليقان (2):

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

السلام عليكم
نظرة بعمق نتمنى ان تتكامل المقاومة مع باقي البلاد يارب
وما النصر الا من عند الله
تحياتي

دعاء يقول...

أتفق معك حقًا..

وهذا بالفعل أكبر نصر للمقاومة .. فرض الإرادة..

قالها يومًا موشى ديان قبل حرب اكتوبر 73

نحن لن نرقص على انغام المصريين..

ولكنه وقتها كان مخدوع..

اليوم بالفعل عَلم العدو الإسرائيلي إننا لن نرقص على انغامة ، ولن نسير في الطريق التي اعدها سلفًا..

وليس رؤيتهم للأمور هي الرؤية الواجبة التنفيذ..

فالمقاومة اكدت مبدأ إنه لا تنازل ..
ارادوا الأسيريين فعرضت المقاومة التبادل غير المباشر..
فرفضوا وتخيلوا انهم بشنهم حرب كاملة على لبنان سيكسروا المقاومة ويفرضوا شروطهم..

فماذا؟؟ جنوا..

حرب باعترافهم هم قبل غيرهم قد خسروها.. ولم تحقق هدفها في إستعادة الأسيرين

واليوم اضطروا ان يلعبوا اللعبة بشروط المقاومة .. وان يقوموا بتبادل غير المباشر ليس بالأسيرين بل بجثثهم

من فرض إرادته اليوم هم المقاومة.. وهذا نصر وأي نصر بالفعل..

لقد أصبح حزب الله هذه الأيام هو اهم مبعث من مباعث الامل في عالمنا الذي امتلىء بالذل والهوان..

أللهم انصرهم دائمًا.