08‏/11‏/2008

هل جاء أوباما بجديد؟

حالة من التفاؤل والسعادة يعيشها الكثيرون في الكثير من الدول العربية خاصة في مصر، وقد استقبل الإعلام الرسمي المصري فوز أوباما بالتطبيل والتهليل ولسان حاله يقول "أوباما أوباما، الذي سيحل مشكلة العراق وأفغانستان، الذي سيضغط على الصهاينة ليسمحوا للفلسطينيين بدولة، الذي سيوقف حملات تقليل المعونة الأمريكية، الذي سيحسن صورة أمريكا وصورة الأنظمة العربية العميلة "، هذا التفاؤل في الحقيقة له ما يبرره بالنسبة لنظام مبارك ولكن بالنسبة لنا نحن لأبناء مصر أو أبناء الأمة العربية أو حتى أبناء الأمة الإسلامية فما المبرر؟ هل أوباما فعلا يملك الحل السحري؟ هل ستنقلب أمريكا إلى دولة محبة للسلام والحرية للشعوب؟ هل ستتوقف عن دعم الكيان الصهيوني؟

إننا مبهورون بالتغيير فقط، مبهورون بأول أمريكي أسود يرأس أمريكا، مبهورون بأصله المسلم، ولكننا ننسى أو نتناسى أن الدول العظمى لها خط ثابت في سياستها لا تحيد عنه، فالديمقراطيون والجمهوريون وجهان لعملة واحدة وإن اختلفت الأساليب والألاعيب والحيل، صحيح أن جورج بوش الأب (الجمهوري) قد قام بضرب العراق ولكن كلينتون (الديمقراطي) وافق على استمرار الحصار بكل صورة على العراق في عهده، وصحيح أن بوش الابن قد ضرب العراق ثانية ولكن لا نتوقع من أوباما أن ينسحب من العراق دون أي مكاسب ودون أن يمتص ما تبقى من دماء ونفط الشعب العراقي، فكل يعمل وفق نفس الثوابت ولكن يقتحم ويهاجم وذاك يتحايل ويراوغ، فلا أمريكا سوف تتخلى عن مخططاتها ومشروعها المشترك مع الكيان الصهيوني ولا عن حلم القرن الأمريكي ولا هي ستنسحب وتجر أذيالها لأن الرئيس الديمقراطي قد وصل

الحقيقة التي لا مجال للنقاش فيها هي أن أمريكا تعني من أزمات كبيرة، فعلى الصعيد السياسي لم تصبح هي القطب الأوحد فهناك روسيا التي عادت بقوة وهناك الصين وهناك العدو الأول وهو المد الإسلامي المتنامي في العالم، وعلى الصعيد الاقتصادي فقد هزت الأزمة الأخيرة الاقتصاد الأمريكي بقوة، هزته هزة لن يفيق منها – لو أفاق- بسهولة، وعلى الصعيد العسكري فإن قوات أمريكا وحلفاؤها قد منيت بخسائر كبيرة في العالم، فهاهي المقاومة في العراق وفي أفغانستان قد بلغت قمتها، وهاهي المقاومة الصومالية تذيق القوات الإثيوبية المحتلة (بالنيابة عن أمريكا طبعا) برغم النصر الزائف الذي لاح في البداية، وهاهي آخر صفعة في جورجيا لا تزال مؤلمة، فلا شك أن الوحش الأمريكي سينكمش في داخله لفترة محاولا استجماع قواه، ولا شك أن خريطة الأقطاب في العالم سوف تتغير وسوف تحاول كل القوى النامية حجز مكان في هذا العالم الجديد

فبدلا لنا من التفاؤل بأوباما أو غيره علينا أن نسعى لحجز مكاننا في هذا العالم وعلينا أن نتخلص من خضوعنا وذلنا لأية قوة تظهر على الساحة وأن نبني قوتنا نحن، وهذا بالطبع يقتضي التخلص من كل الحكام العملاء
الخانعين المتذللين لأمريكا وللكيان الصهيوني ولكل من مازال يقول أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اخى الفاضل

اختى الفاضلة

نهاية التساؤل الذى طرحناه على مدونتنا


------------- ( كيفية مواجهة المدونات المسيئة ) ------------------


واليكم رد ادارة مكتوب على خطابنا بهذا الخصوص ..

شكرا لكم تواصلكم معنا