24‏/12‏/2008

الحصار والخيانة والتواطؤ 2


المسرحية الهزلية الرخيصة التي يقوم بها النظام المصري عن طريق الهلال الأحمر المصري الذي تحول لملكية خاصة للسيدة سوزان هانم، أحداث هذه المسرحية هي تجهيز قافلة لإغاثة غزة تقدر بملايين الجنيهات وبها مواد تموينية وأدوية بل ومساعدات مادية، ثم بعد موافقة الجانب الصهيوني (الفصل الأول) تتوقف هذه القافلة عند الحدود ولا تتمكن من الدخول بسبب أن الكيان الصهيوني قام بإغلاق المعابر بعد الاشتباكات الأخيرة (الفصل الثاني)، طبعا الرسالة واضحة وهي أوقفوا الصواريخ وإلا لن تدخل المعونات، وبرغم أن القافلة تقف أمام معبر رفح ولكن النظام المصري العميل الذي يحاصر غزة أكثر من الصهاينة، يصر هذا النظام على دخول القافلة من معبر كرم أبو سالم بحجة أن معبر رفح لعبور الأفراد فقط، ولا أعلم هل بوابة المعبر ضيقة مثلا لا تكفي لعبور الشاحنات أم ماذا، الحقيقة أنها ليست ضيقة على الإطلاق، والحقيقة أن الحجج الواهية التي يتمسك بها نظام مبارك لإحكام الحصار قد افتضحت، وبرغم ذلك مازال الحصار مستمرا، إن أقل كلمة تقال لوصف ما يحدث هي الخيانة، نعم الخيانة للعروبة وللإسلام وللمسلمين، الخيانة لله ورسوله بحجة اتفاقية المعابر البالية، الخيانة بالتبعية للكيان الصهيوني على حساب الأمة، الخيانة لتجويع الملايين وقتلهم ومنع الغذاء والدواء عنهم، إذا لم تكن هي الخيانة بعينها فماذا نسميها؟؟
الفصل الأخير الذي لم يعرض حتى الآن هو إما عودة القافلة بعد يأسها من العبور وبعد فساد المواد التموينية (ونبقى عملنا اللي علينا) أو توقف الغزاويين عن المقاومة ورضوخهم لشروط الكيان الصهيوني وهو ما استبعد ولا أتمنى حدوثه، وهكذا يكون العيب على حماس أنها منعت القافلة بسبب "تعنتها" في اطلاق الصوريخ "العبثية" والتي ستظل عبثية ما ظل نظام مبارك يحكم مصر.


تحديث:
علمت أن مجموعة من الشباب اللبناني قد نظموا مظاهرة أمام السفارة المصرية مطالبين بفتح معبر رفح، فماذا يا ترى يكون موقف النظام المصري، فبعد أن اعترض على المظاهرات الإيرانية والسورية واعتبرها مزايدات على الموقف المصري، لأن سوريا وإيران لهم مصالح مع حماس كما يدعي، فماذا عن لبنان، أم أنه سيقول أن المتظاهرين كانوا تابعين لحزب الله وكانوا يحملون البنادق والصواريخ على أكتافهم

ليست هناك تعليقات: