23‏/01‏/2009

عن أي انقسام يتحدثون

هؤلاء الذين يصدعون رؤوسنا بالحديث عن الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني وضرورة العودة للحوار وكل هذا الكلام الفارغ، ماهو هذا الانقسام الذين يقصدونه؟ إنه الانقسام بين المقاومة والعمالة، بين المجاهدين وبين الجالسين على الأرائك الصهيونية يأخذون قادة الصهاينة بالأحضان، وماهي طبيعة هذا الحوار؟ إنها العودة لحضن المفاوضات والاتفاقيات والمبادرات والجلسات ومؤتمرات القمة التي لا طائل منها سوى تضييع الوقت لصالح العدو، بدلا من الاستفادة منه في اعداد العدة، قال تعالى "واعدوا لهم ما استطعتم" وليس تفاوضوا ما استطعتم، لأن العدو لا يفهم غير لغة القوة "ترهبون به عدو الله وعدوكم"، لن نأخذ حقنا بالمفاوضات والاتفاقيات، ولا بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة وكل هذه المنظمات التي لا هم لها سوى تحقيق مصالح الدول العظمى، لن نأخذ حقنا سوى بتحقيق واقع على الأرض، وبغير ذلك فلنجلس معا نتفاوض مليون عام بلا فائدة.
هؤلاء "المنقسمون" نسوا أن ما أجلسهم في مواقعهم إن هي إلا المقاومة ولغة القوة، ماذا كانت فتح سوى حركة مقاومة؟ وكيف انتزعت اعتراف الكيان الصهيوني بها؟ هذا بالطبع قبل أن تتحول إلى حركة مفاوضات، وهل كانت حرب 73 هي حرب مفاوضات أم حرب عسكرية
لست داع للعنف ولا أهواه، ولكن في ظل الاحتلال ليس هناك سوى المقاومة والمقاومة فقط، فلا تحاولوا إقناعي من فضلكم بكرم اخلاق المحتل واستعداده للانسحاب بمجرد الجلوس والتفاوض
لا تحاولوا اقناعي من فضلكم أن أمريكا تفكر في الانسحاب من العراق لأن أوباما رجل طيب محب للسلام، ولا أن أثيوبيا انسحبت من الصومال لاعطاء الشعب الصومالي حريته، ولا أن كرزاي عميل أمريكا يتحدث عن المفاوضات مع طالبان لأنه يحب بلده ويكره العنف
فهذا الانقسام الذي يزعج البعض ويقض مضاجعهم، ويدفعهم إلى التنازل والقبول بالحوار مع "ميليشيات إرهابية"، هذا الانقسام ماهو إلا "حجة البليد" الذي يرغب في استعادة نفوذه وسلطانه الذي فقده، فهنيئا لنا بالانقسام إن كان سيوحد فصائل المقاومة صفا واحدا ضد العدو الصهيوني، وهنيئا لنا بالانقسام إن كان سيضع العملاء في مكانهم الصحيح في حضن العدو، أهلا بالاستشهاد في سبيل الله دفاعا عن العقيدة والوطن والأرض
وليبق شعارنا جميعا "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد"

ليست هناك تعليقات: