27‏/01‏/2009

بل دفاعا عن حماس

العنوان الطبيعي لهذا المقال هو "ليس دفاعا عن حماس"، ولكني وجدت أن الدفاع عن حماس ليس بجريمة وليس عيبا بل هو واجب، لأن حماس حركة مقاومة إسلامية شريفة، وبرغم ذلك فقد بدأت تلوكها الألسنة الحاقدة، وأقصد هنا بعض "المثقفين" أو من يطلقون على أنفسهم كذلك، وبعض "المعارضين" المثقفين أيضا، الذين انقضوا على حماس بعد انتهاء المعركة وبعد النصر المبين، انقضوا عليها يغمزون ويلمزون ويحاولون التقليل من النصر أو الغائه، يتحدثون عن الحسم العسكري (أو ما يسمونه بالانقلاب)، ويتحدثون عن وجوب توحيد الصف الفلسطيني، ويقلبون في تاريخ الحركة، وينتقون بعض الحكايات الزائفة أو بعض الأخطاء، ثم يخلصون إلى نتيجتهم المعدة سلفا، أنهم يحبون الشعب الفلسطيني ويحيونه على صموده ولكنهم يشفقون عليه من حماس الإرهابية ومن قمعها وظلمها وتوريطها للشعب في حرب ظالمة، كما لو كانوا يتحدثون عن قوة احتلال وليس عن حركة تتمتع بتأييد شعبي كاسح ازداد بعد المعركة الأخيرة برغم الدمار والخراب، وهو أمر طبيعي، فشعبية المقاومة تزيد عند صمودها وتصديها للعدو مهما كانت امكانياتها، وليس في هرولتها وسعيها للاستسلام، وهذا ما لن يستطع فهمه أشباه المثقفين هؤلاء، وهذا ما يحقدون عليه لأن حركة حماس حركة إسلامية، بل والأدهى أنها خرجت من مدرسة الإخوان المسلمين، فكيف يعترفون بالنصر؟ بل ينتقلون تلقائيا لجانب الأنظمة العربية الحليفة للكيان الصهيوني، ويعزفون على نغمة إعلامها الرسمي، وقد انطبق عليهم قول الله تعالى "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"، وهم بهذا يختارون مصلحتهم ومصلحة مرجعايتهم وأيدلوجياتهم ويضعونها فوق مصلحة الأمة، بل ومصلحة مصر التي يزعمون اهتمامهم بها، وتسمعهم يقولون إن أمن مصر القومي يقتضي عدم وجود إمارة إسلامية على الحدود المصرية!!يا سلام!! وماذا عن الكيان الصهيوني الذي يرابط على الحدود؟ وماذا عن أطماعه التوسعية التي لا يخفيها؟ وماذا عن نوابه الذين يطالبون بضرب مصر وضرب سدها العالي؟ وماذا عن قوته النووية؟ عندها لا تجد أي إجابة مقنعة
فأقول لهؤلاء البارعين في قلب الحقائق وخلط الأوراق وإقناع الناس أن الأسد يبيض وأن العصفور يلد، أقول لهم يكفي ما تقولون، إنكم لا تريدون سوى مصالحكم لشخصية، تدعون الدفاع عن مصر وأمنها وحدودها وأنتم أبعد الناس إلى ذلك، وكما قلت من قبل إن معركة الفرقان قد أظهرت كل على حقيقته بما لا يدع مجالا للشك، فلا قيمة لما تقولون اليوم

هناك تعليق واحد:

سجود يقول...

لا فض فوك أستاذ كريم
بالفعل ان كان العالم ادعى ان تاييد حماس جريمة فعلينا ان نعلم بان ذلك هو عين الصواب
واذا قال العالم باننا انهزمنا فنحن انتصرنا
وذلك لان العالم ظالم واذا اردت الحقيقة فقم بعكس مفاهيمه
اما بالنسبة للمثقفين الذين يرون الحقيقة ويتغاضون عنها ف (حسبنا الله ونعم الوكيل )