10‏/07‏/2009

أزمة الرأي العام في مصر 3-3

3-ثقافة الحوار والاختلاف:

إن غياب هذه الثقافة هو عامل أساسي في أزمة الرأي العام، لأن بدونها يتحول أي اخلاف في الرأي إلى تضاد وعداوة، وغياب هذه الثقافة بين النخب هو الكارثة الكبرى، لأن النخب هي التي تقود المجتمع، وطريقة حوارها واختلافها تنعكس على الناس، خاصة أن هذا الحوار يتم على "الملأ" فنحن في عصر الفضائيات والانترنت، فلو اختلف شخضين أحدهما يقول أن الساعة الواحدة إلا الربع والأخر يقول أنها إلا 14 دقيقة لتلقفهم برناج ما على قناة فضائية ما ليعرضا هذا الخلاف ليصبح الخلاف على "الساعة" هو قضية "الساعة" ويصل الخلاف إلى ذروته وينتهي بتشاجر الطرفين وتفرقهما على موعد في فضائية أخرى!!

هذه الحوارات تحدث على جميع المستويات وفي كل المجالات وحتى في الفن والرياضة، فهذا يحب النادي الأهلي وهذا الزمالك وهذ الإسماعيلي ويدافع عن أخطائه باستماتة ويتعصب لناديه، وعلى هذا الأساس يكون حكمه في كل القضايا الرياضية.

مثال بسيط وواضح يعبر عن مدى الضرر الذي يمكن أن يحدثه التعصب للآراء الشخصية وغياب ثقافة الاختلاف، فقد حدث أن نشرت بعض الصحف عن مجموعة من مشجعي ناد ما قرروا تشجيع الفرق الأخرى التي تلعب ضد منتخب مصر نظرا للظلم الذي يتعرض له ناديهم من قبل اتحاد الكرة، فهم اعتبروا منتخب مصر ممثلا عن اتحاد الكرة وليس عن مصر، وشخصنوا الفكرة إلى أقصى درجة مفضليبن مصلحتهم الشخصية على مصلحة بلدهم، هذا الحدث برغم تفاهته وبساطته إلا أنه لو تكرر في مجال آخر مثل السياسة مثلا فقد يؤدي بنا إلى الهاوية، فالانتصار للمصلحة الشخصية ولو على حساب الجميع، ولو بالتضامن أو التعاون مع المنافس (في الرياضة) أو العدو (في السياسة) في مقابل الضغط لتحقيق هدفه مصيبة كبرى، مثال أوضح وأكبر هو موقف البعض في حرب غزة، هؤلاء ممن لا ينتمون إلى النظام ولكنهم اتفقوا معهم لرغبتهم في الانتصار لآرائهم مرجعيتهم، فقد رأوا أن مصلحة مصرعدم وجود "إمارة إسلامية" على حدودها لمجرد عدائهم للفكرة الإسلامية، فهم يغضون بصرهم عن تدمير المقاومة بل ويحملونها مسئولية المجازر التي تحدث، ويؤيدون سياسات النظام في حصار القطاع وغلق المعابر والحدود مؤكدين أن هذا في مصلحة مصر، ناسين أو متناسين القوة النووية الكبرى التي تقع على الحدود والتي تحلم بدولة من الفرات إلى النيل والتي تهدد الأمن القومي المصري، متعللين باتفاقيات السلام التي لا تساوي أكثر من ثمن الحبر والورق، ومتجاهلين المأساة الإنسانية التي تحدث خلافا لكل الأعراف والقوانن الدولية التي يدافعون عنها.

لا ريب أن اختلاف النخب في مصر وعدم وجود ثقافة للحوار سواء كانت هذه النخب سياسية أو اجتماعية أو دينية أو علمية أو فنية أو رياضية، هذا الاختلاف العنيف يهز ثوابت المجتمع وخاصة عندما يكون بين النخب الدينية والسياسية، ولا شك في أن الاختلاف المتحضر الواعي الذي لا ينتصر للآراء الشخصية مقتديا بمقولة "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" هو الذي يصب في مصلحة المجتمع ويحقق سنة التدافع.

هناك 3 تعليقات:

Tadwina يقول...

عزيزتي / "كريم"

لقد اثارت مدونتك "لاتصالح" اعجاب كل العاملين في تدوينة دوت كوم خصوصا تدوينات "أزمة الرأي العام في مصر" حيث انك فجرت ظاهرة في مصر وهو التعصب في الرأي وماينتج عنه من ازمات.
وبعد عمل تقييم من قبل تدوينة دوت كوم لجميع المدونات المصرية نبلغك بأن بعد اضافة مدونتك إلى تدوينة دوت كوم قام العديد من القراء بالاطلاع على مدونتك لذا ترجو منك اسرة تدوينة دوت كوم بمراسلتنا للأهمية على
Tadwina@gmail.com
حتي نتمكن من ارسال البانر الخاص بنا لوضعه على الصفحة الرئيسية حتى يتمكن العديد من القراء في مصر والدول العربية بالاطلاع على مدوناتك المستحدثة
يمكنك متابعة مدونتك على الرابط التالى:
http://www.tadwina.com/feed/349

مع خالص الشكر
فريق عمل تدوينة دوت كوم
www.tadwina.com

www.tadwina.com يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
www.tadwina.com يقول...

عزيزي / "كريم"

لقد اثارت مدونتك "لاتصالح" اعجاب كل العاملين في تدوينة دوت كوم خصوصا تدوينات "أزمة الرأي العام في مصر" حيث انك فجرت ظاهرة في مصر وهو التعصب في الرأي وماينتج عنه من ازمات.
وبعد عمل تقييم من قبل تدوينة دوت كوم لجميع المدونات المصرية نبلغك بأن بعد اضافة مدونتك إلى تدوينة دوت كوم قام العديد من القراء بالاطلاع على مدونتك لذا ترجو منك اسرة تدوينة دوت كوم بمراسلتنا للأهمية على
Tadwina@gmail.com
حتي نتمكن من ارسال البانر الخاص بنا لوضعه على الصفحة الرئيسية حتى يتمكن العديد من القراء في مصر والدول العربية بالاطلاع على مدوناتك المستحدثة
يمكنك متابعة مدونتك على الرابط التالى:
http://www.tadwina.com/feed/349

مع خالص الشكر
فريق عمل تدوينة دوت كوم
www.tadwina.com