25‏/12‏/2009

لنتحرك لإسقاط الجدار العازل-بيان من المكتب التنفيذى لحزب العمل


الحصار الذى يفرضه النظام المصرى بالتعاون مع الكيان الصهيونى على أهلنا فى غزة والمستمر منذ ثلاث سنوات، واحد من أكبر التحديات التى تواجه عقيدة المصريين وإيمانهم بالله عز وجل. فمنذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة لا يوجد جندى صهيونى داخل غزة، ولا فى منطقة الحدود بين مصر وغزة، وهكذا فإن حكومة مصر تقوم بإرادتها المباشرة بإحكام الحصار على غزة، بوقف كافة أشكال التعامل التجارى، ومنع مواد الغذاء والبناء عن القطاع، فى نفس الوقت الذى توسع فيه تعاملها الاقتصادى مع الكيان الصهيونى: مزيد من الاتفاقات لتوريد الغاز الطبيعى، واتفاقية الكويز وغيرها من أشكال التطبيع السياحى والزراعى. وتقول الحكومة المصرية أن غزة مسئولية إسرائيل (رغم أنها انسحبت منذ سنوات منها!) وحتى لو مات مسلمو غزة (مليون ونصف مليون) من الجوع والبرد (60 ألف بلا مأوى بسبب العدوان الأخير) فهذه ليست مسئولية مصر!

نحن هنا أمام أحد ثوابت العقيدة الإسلامية.. وهى موالاة المؤمنين دون الكافرين.. وبالتالى فإن واجب دعم غزة بكل مقومات الحياة والمقاومة بما فى ذلك السلاح واجب لا ينكره أى مسلم يعرف دينه بالحد الأدنى. وحكومتنا تقوم بالعكس, توالى الكافرين المحاربين المحتلين لفلسطين والقدس، دون المؤمنين.

فالأمر يسير على عكس مراد الله وأوامره الصريحة التى لا تحتمل أى لبس .وقد وصل الأمر إلى ذروته بهذا الجدار الحديدى الذى يتم بناؤه تحت إشراف أمريكى فى رفح لمحاربة الأنفاق التى تهرب بالأساس ضرورات الحياة وتغطى 60% من احتياجات أهل غزة. ويتم ذلك تحت شعار الأمن القومى المصرى وكأنه أصبح مرتبطا بالأمن الصهيونى – الأمريكى. فإذا كانت مصر إسلامية فكيف يقوم أمنها على أساس دعم أمن الكيان الصهيونى، وتحقيق المصالح الأمريكية، وتنفيذ اتفاق ليفنى – رايس بمنع تهريب السلاح إلى غزة التى ادعت الحكومة المصرية أنها ليست طرفا فيه!!

إن هذه السياسة الرسمية المصرية تتحدى آيات القرآن الكريم الصريحة ومنها: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) – (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) - (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شيء)، وتتحدى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه – المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله- كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه. بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم-لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه-المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا- مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). صدق رسول الله

والإسلام لا يعترف بالحدود بين الدول الإسلامية فما بالكم بالجدار العازل الذى يتم لمحاصرة المقاومين لصالح العدو الصهيونى – الأمريكى. وقد أمرنا الله بالانقياد لحكمه (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) أى إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.

إن كل مصرى يأثم أمام الله إذا صمت عن هذه الجريمة التى تجرى أمام أعيننا جهارا نهارا، حتى أن كثيرا من المعونات المصرية والعربية والدولية تمنعها الحكومة المصرية عن غزة، وتظل فى مناطق الحدود حتى تفسد وتتعفن.

لا يمكن الصمت على هذه الجريمة، لأن الصمت يجعلنا شركاء أصليين فيها, وتدعى الحكومة المصرية أنها تمثل الشعب المصرى وأمنه القومى فيما تفعله بتعذيب أهل غزة.

لابد من تصعيد حركتنا الجماهيرية للضغط على هذه الحكومة لوقف بناء هذا الجدار العار، ومن أجل فتح معبر رفح لكافة أنواع البضائع والسلع.

إن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا حسابا عسيرا على تواطئنا مع هؤلاء الحكام الذين نزعت من قلوبهم الرحمة والعروبة، ولطالما أساءوا لشعب مصر قبل أن يسيئوا لأهل غزة، دفاعا عن وجودهم فى الحكم برضاء أمريكا وإسرائيل.

إن عبادة الله تعنى إتباع أوامر الله والانتهاء عن نواهيه، وما يقوم به حكامنا ضد أهل غزة هو من الكبائر.. بل من نواقص العقيدة كما أكد المئات من علماء الدين الثقاة.

الصمت لم يعد ممكنا.. فلنتحرك جميعا بكل الوسائل والسبل لإسقاط الحصار بكل أشكاله عن غزة الصمود والمقاومة والبطولة.

الله أكبر..يحيا الشعب
حزب العمل الإسلامي المصري
المكتب التنفيذى

ليست هناك تعليقات: