06‏/10‏/2007

نصر أكتوبر ما له وما عليه

لم يكن في ذهني أن أكتب عن السادس من أكتوبر ولكن شعرت أنه لا يمكن أن يمر ذلك اليوم دون أن نتذكر بعضا من مما حدث، تلك الحرب التي مازالت تشغل عقولنا وتلهب مشاعرنا وتحمل ذكرى آخر مواجهة عسكرية بين مصر والكيان الصهيوني، تلك المواجهة التي دمرت الأسطورة الصهيونية في قلوب العرب وأعادت الأمل في عودة الحقوق المنهوبة ورفعت رأس الأمة عاليا و...

مهلاً
حتى لا نفعل مثلما يفعل الإعلام المصري كل عام ونجلس نهلل ونطبل لهذا النصر العظيم يجب أن نفكر قليلا ما ربحناه وما خسرناه

ففي رأيي أن نصر أكتوبر يمكن أن يكون في عام ما أعظم من عام آخر بحسب استثمارنا لهذا النصر، فالحرب كما يقولون تنشأ لتحقيق هدف معين لا تستطيع الوسائل السياسية والدبلوماسية تحقيقه، فالحرب هي الجزء العنيف من السياسة

بالطبع أنا لا أقلل من قيمة النصر العسكري أو من قيمة المجهود الرائع الذي بذله الجيش المصري و لكن الآن وبعد أن انتهت المعركة بأكثر من ثلاثين عاما يجب أن ننظر إلى أمتنا ونرى ما ذا حدث لها، ماذا ربحت وماذا خسرت

لن أتكلم عن النصر العسكري الذي كاد السادات أن يدمره بقراراته أثناء الحرب
ولن أتكلم عن المفاوضات واتفاقيات فض الاشتباك التي بكى فيها المشير الجمسي لما قدمناه من تنازلات
ولن اتكلم عن الثغرة وحصار السويس والبطولات الرائعة للمقاومة الشعبية
كل هذا قد حدث ولا فائدة من تناوله إلا من قبيل دراسة التاريخ، فما يهمنا الآن هو ما بقي لنا من أكتوبر

فلننظر الآن إلى أنفسنا وإلى عدونا هل مازلنا منتصرين؟
هل ذهب الكد والتعب و التخطيط ودماء الشهداء دون ثمن؟

أرى اننا اضعنا الكثير من بريق هذا النصر ولكن مازال هناك أمل
برغم الاتفاقية السوداء (كامب ديفيد) مازال هناك أمل
وبرغم السيطرة الأمريكية الصهيونية على القرار المصري مازال هناك أمل
وبرغم العراق وفلسطين والجولان مازال هناك أمل

ليست هناك تعليقات: