30‏/12‏/2009

الجدار وأكذوبة الأمن القومي

شعور قوي بالاشمئزاز يتملكني عندما أرى آراء المدافعين عن الجدار الفولاذي بيننا وبين غزة، عندما أراهم ينبرون للدفاع بقوة وبشدة عن إيذاء أهلنا في غزة متعللين بالأمن القومي وسيادة مصر وحدود مصر، ويهللون لمنع قوافل الإغاثة وآخرها قافلة "شريان الحياة"،وهم إما من أذناب النظام والمستفيدين من وجوده (باختصار يدافعون عن مصالحهم القائمة والمستقبلية)، وإما ممن يغلبون مرجعياتهم وآراءهم على حساب مصلحة مصر ومصلح المنطقة وعلى حساب الدوافع الدينية والإنسانية، ويتغلب كرههم للإسلام وللمقاومة الإسلامية على إنسانيتهم، وإما مخدعون يرددون كلاما بدون وعي أو فهم، وهم لا يعلمون ما هو معنى الأمن القومي أصلا، فقد قام الاعلام الرسمي بتشويه الكثير من المفاهيم على مدار اكثر من ثلاثين عاما، ومن ضمنها مفهوم الأمن القومي الذي أصبح مجرد كلمة مستهلكة تلوكها الألسن وتتردد على شفاه قيادات النظام.

المضحك والمبكي في آن واحد أن الحجج التي يسوقها النظام ومن تبعه لا ترقى لمستوى المنطق، ولا يمكن الاقتناع بها، إلا أن أسلوب التغييب والتحوير الذي يتبعونه قد يخفي الحقائق قليلا، فمثلا لم يشر النظام ولا الإعلام الرسمي لموضوع الجدار من قريب ولا من بعيد، إلا عندما سربت الخبر صحيفة صهيونية ولولا التأكيد الأمريكي لظلت مجرد شائعة تأتي من مصدر صهيوني وليس أهلا للثقة، عندها بدأ الكلام عن الأمن القومي والسيادة ثم تطرق الحديث على استحياء إلى الجدار وأنه شأن مصري داخلي، ثم بدأ الدفاع باستماتة وبوحشية عن فكرة الجدار العازل وتصوير أبناء غزة كأنهم وحوش متأهبة تستعد للانقضاض على مصر، وإن الخطر كل الخطر يأتي من جانب غزة، فمنها يأتي السلاح والمتفجرات والمخدرات و"كل البلاوي الزرقا"، وفي محاولة لاثبات وجهة نظرهم يستعيدون بعض الأحداث السابقة مثل كسر الحدود، ومقتل الضابط المصري، وسيطرة حماس على القطاع ويقومون بتغليفها بالأكاذيب واستغلالها في صالحهم.

إن الحديث حول هذه الأكاذيب ومناقشتها هو من باب تضييع الوقت بلا طائل، فهذه القضايا قد تم مناقشتها وحسمها من قبل ولكن هناك من لا يكل ولا يمل ويصر على فتح هذه القضايا وتدليس الحقائق لاثبات أن وجهة نظره السابقة والحالية صحيحتان، فقط أحاول ان أوضح الالتباس في مفهوم الأمن القومي لدى البعض وما يتعمده النظام من تدليس وقلب للحقائق حول الأمن القومي.

أول ما يلتبس على البعض هو معرفة من هو العدو ومن هو الصديق، فالكيان الصهيوني ليس صديقا لنا، ووجود اتفاقيات ومعاهدات لا يعني بذلك أننا عبرنا "الحاجز النفسي" كما كان يقول السادات، فالكيان الصهيوني كيان مزروع في الأساس لتحقيق مصالح غربية، وهو كيان طفيلي يمتص موارد ودماء من حوله، باختصار كيان غير شرعي مصالحه تتضاد مع مصالح أي دولة في المنطقة، كيان يسعى لتكوين دولة من النيل للفرات، ويسعى لتحقيق التفوق العسكري على الدول العربية مجتمعة، كيان يمتلك مخزونا رهيبا من الأسلحة النووية، كيان يدعي أن أبناءه هم بناة الأهرامات ويهدد بضرب السد العالي.

أما اخواننا في غزة فتربط بيننا وبينهم روابط دم وعروبة وإسلام و تاريخ، مصلحتهم هي مصلحتنا وعدونا مشترك، ومشاركة النظام المصري في فرض الحصار عليهم هي ما دفعهم لكسر الحدود وما يدفعهم لحفر الأنفاق لإدخال السلع الأساسية والوقود، ولكن يبدو أن النظام المصري لا ينظر إلا لمصلحة الكيان الصهيوني فيصدر له الحديد والأسمنت لبناء الجدار العازل، ويعقد معه اتفاقية الكويز (التي دمرت ما تبقى من صناعات النسيج في مصر)، ويبيع له الغاز الطبيعي بالخسارة في الوقت الذي لا يجد فيه أبناء غزة الوقود ويعتمدون على تسيير سياراتهم بالكهرباء أو ببقايا زيوت الطعام، وفي الوقت الذي لا يجد فيه الآلاف من أبناء الشعب المصري الغاز الطبيعي ويتشاجرون ويقتلون بعضهم البعض على أنابيب الغاز، وأخيرا يشارك في فرض الحصار ومنع القوافل الإغاثية المحلية والدولية، ويوظفون عشرات الآلآف من العساكر والضباط لمنع وجود أي شكل من أشكال الاحتجاج الشعبي على ما يحدث.

الأمر الثاني هو مدى الفهم الخاطئ لمعنى الأمن القومي الذي فرط فيه انظام ومازال يفرط فيه حتى الآن،فأين السيادة على سيناء في ظل وجود اتفاقية كامب ديفيد التي تحدد عدد القوات المصرية فيها وتمنع المطارات الحربية والسيطرة الكاملة عليها؟ بل ويمكن للسياح الصهاينة دخول طابا وبعض مناطق سيناء بالبطاقة الشخصية و"المايوه والشبشب" (كما كان يقول الأستاذ مجدي حسين فك الله أسره)، أين السيادة والأمن القومي في جدار يشرف على بنائه ضباط أمريكيون وفرنسيون؟أين الأمن القومي وهناك عشرات المصريين قد قتلوا على الحدود بأيدي قناصين صهاينة (طبعا يتناساهم الكثيرون ولا يذكرون سوى الضابط المصري الذي قتل في اشتباك مع الفلسطينيين وقت القصف)؟ أين الأمن القومي وقد تغلغل الصهاينة في أثيوبيا التي تسيطر على منابع النيل؟ أين الأمن القومي في جنوب السوادن الذي أوشك على الانفصال؟ واضح طبعا أن كلمة الأمن القومي لا تظهر إلا عندما يتعلق الأمر بأمن الكيان الصهيوني، لذلك كانت كلمة الكاتب الكبير فهمي هويدي التي قال فيها إن "الجدار الفولاذي هو أمن للكيان وليس لمصر" هي الحقيقة بعينها.

أعرف جيدا أن المدافعين عن جدار العار لن يقتنعوا بهذا الكلام، ولكن هذا ليكلا يكون عندهم حجة أمام الله عندما يحاسبهم على موافقتهم على تجويع مليون ونصف إنسان، وقتل 300 شخص صبرا، الله العدل القوي الذي ادخل امرأة النار لأنها حبست قطة، وأدخل رجلا الجنة لأنه سقى كلبا، وغفر لبائعة هوى لأنها أطعمت رجلا فقيرا، الذي قال سبحانه وتعالى: " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ".

25‏/12‏/2009

لنتحرك لإسقاط الجدار العازل-بيان من المكتب التنفيذى لحزب العمل


الحصار الذى يفرضه النظام المصرى بالتعاون مع الكيان الصهيونى على أهلنا فى غزة والمستمر منذ ثلاث سنوات، واحد من أكبر التحديات التى تواجه عقيدة المصريين وإيمانهم بالله عز وجل. فمنذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة لا يوجد جندى صهيونى داخل غزة، ولا فى منطقة الحدود بين مصر وغزة، وهكذا فإن حكومة مصر تقوم بإرادتها المباشرة بإحكام الحصار على غزة، بوقف كافة أشكال التعامل التجارى، ومنع مواد الغذاء والبناء عن القطاع، فى نفس الوقت الذى توسع فيه تعاملها الاقتصادى مع الكيان الصهيونى: مزيد من الاتفاقات لتوريد الغاز الطبيعى، واتفاقية الكويز وغيرها من أشكال التطبيع السياحى والزراعى. وتقول الحكومة المصرية أن غزة مسئولية إسرائيل (رغم أنها انسحبت منذ سنوات منها!) وحتى لو مات مسلمو غزة (مليون ونصف مليون) من الجوع والبرد (60 ألف بلا مأوى بسبب العدوان الأخير) فهذه ليست مسئولية مصر!

نحن هنا أمام أحد ثوابت العقيدة الإسلامية.. وهى موالاة المؤمنين دون الكافرين.. وبالتالى فإن واجب دعم غزة بكل مقومات الحياة والمقاومة بما فى ذلك السلاح واجب لا ينكره أى مسلم يعرف دينه بالحد الأدنى. وحكومتنا تقوم بالعكس, توالى الكافرين المحاربين المحتلين لفلسطين والقدس، دون المؤمنين.

فالأمر يسير على عكس مراد الله وأوامره الصريحة التى لا تحتمل أى لبس .وقد وصل الأمر إلى ذروته بهذا الجدار الحديدى الذى يتم بناؤه تحت إشراف أمريكى فى رفح لمحاربة الأنفاق التى تهرب بالأساس ضرورات الحياة وتغطى 60% من احتياجات أهل غزة. ويتم ذلك تحت شعار الأمن القومى المصرى وكأنه أصبح مرتبطا بالأمن الصهيونى – الأمريكى. فإذا كانت مصر إسلامية فكيف يقوم أمنها على أساس دعم أمن الكيان الصهيونى، وتحقيق المصالح الأمريكية، وتنفيذ اتفاق ليفنى – رايس بمنع تهريب السلاح إلى غزة التى ادعت الحكومة المصرية أنها ليست طرفا فيه!!

إن هذه السياسة الرسمية المصرية تتحدى آيات القرآن الكريم الصريحة ومنها: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) – (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) - (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شيء)، وتتحدى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه – المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله- كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه. بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم-لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه-المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا- مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). صدق رسول الله

والإسلام لا يعترف بالحدود بين الدول الإسلامية فما بالكم بالجدار العازل الذى يتم لمحاصرة المقاومين لصالح العدو الصهيونى – الأمريكى. وقد أمرنا الله بالانقياد لحكمه (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) أى إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.

إن كل مصرى يأثم أمام الله إذا صمت عن هذه الجريمة التى تجرى أمام أعيننا جهارا نهارا، حتى أن كثيرا من المعونات المصرية والعربية والدولية تمنعها الحكومة المصرية عن غزة، وتظل فى مناطق الحدود حتى تفسد وتتعفن.

لا يمكن الصمت على هذه الجريمة، لأن الصمت يجعلنا شركاء أصليين فيها, وتدعى الحكومة المصرية أنها تمثل الشعب المصرى وأمنه القومى فيما تفعله بتعذيب أهل غزة.

لابد من تصعيد حركتنا الجماهيرية للضغط على هذه الحكومة لوقف بناء هذا الجدار العار، ومن أجل فتح معبر رفح لكافة أنواع البضائع والسلع.

إن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا حسابا عسيرا على تواطئنا مع هؤلاء الحكام الذين نزعت من قلوبهم الرحمة والعروبة، ولطالما أساءوا لشعب مصر قبل أن يسيئوا لأهل غزة، دفاعا عن وجودهم فى الحكم برضاء أمريكا وإسرائيل.

إن عبادة الله تعنى إتباع أوامر الله والانتهاء عن نواهيه، وما يقوم به حكامنا ضد أهل غزة هو من الكبائر.. بل من نواقص العقيدة كما أكد المئات من علماء الدين الثقاة.

الصمت لم يعد ممكنا.. فلنتحرك جميعا بكل الوسائل والسبل لإسقاط الحصار بكل أشكاله عن غزة الصمود والمقاومة والبطولة.

الله أكبر..يحيا الشعب
حزب العمل الإسلامي المصري
المكتب التنفيذى

17‏/11‏/2009

لماذا نعادي أمريكا؟

أولا: على المستوى الوطني:

- لأن أمريكا هي الداعم الرئيسي للنظام الديكتاتوري القمعي في مصر في مقابل تحقيق مصالحها في المنطقة، وتاريخها معروف في دعم هذا النوع من الأنظمة، وأي تغيير بمساعدتها أو بموافقتها سوف يكون لتحقيق المصالح الأمريكية أيضا، والتي تتناقض مع المصلحة الوطنية.

- لأن أمريكا تعمل على دعم الكيان الصهيوني أو ما يسمى بإسرئيل دعما مطلقا سواء كان اقتصاديا أم عسكريا أم سياسيا وتضمن له التفوق العسكري على مصر، وهو ما يهدد الأمن القومي المصري..

ثانيا: على المستوى القومي:

- لأن أمريكا تعمل على إضعاف الأمة العربية ومنع وحدتها تحت راية واحدة،لأن الوحدة العربية ليس في مصلحتها، فالوحدة ستخلق قوة اقتصادية وعسكرية عظمى تكون منافسا لها، كما أن الوحدة ستمنع أمريكا من السيطرة المطلقة على الدول العربية القطرية والاستفادة من مواردها مثل البترول ومن استمرار وجود القواعد العسكرية الأمريكية في كافة الأقطار العربية.

- لأن أمريكا تحتل العراق عسكريا وتساند الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان وسوريا وتدعم التمرد في السودان، مما يشكل اعتداء على الأمة العربية.

ثالثا: على المستوى الإسلامي:

- لأن أمريكا تشن حربا عالمية ضد الإسلام بدعوى محاربة الإرهاب وتسارع في المشاركة في إجهاض أي قوة اسلامية ناشئة خوفا من المارد الإسلامي الذي يهدد بزوال الإمبراطورية الأمريكية.

- لأن أمريكا تحتل عسكريا أو تساند الاعتداء على العديد من الأقطار الإسلامية، فبالإضافة إلى العراق وفلسطين والسودان، تحتل أفغانستان وتساند الاعتداءات الأثيوبية على الصومال وتساعد في قمع مسلمي الفلبين، بالإضافة إلى صمتها في الماضي عن مذابح البوسنة والشيشان.

لهذه الأسباب جميعا نحن نعادي أمريكا ونرفض التعامل معها على أنها دولة صديقة أو حليفة، وأنه في الوقت الذي تنكمش فيه الأمبراطورية الأمريكية بفعل قوى المقاومة الإسلامية يصر الكثير من الرؤساء والملوك على "أزلية" العلاقة مع أمريكا، ويرى بعض المعارضين واهمين أن التغيير في مصر يجب أن يكون بدعم أمريكي، وهو ما يؤدي إلى المزيد من السيطرة والتغلغل لأمريكا في مصر، نقول : نحن نعادي امريكا.

06‏/11‏/2009

رسالة من الأستاذ مجدي حسين من داخل السجن

رسائل الإيمان (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

فى مستهل رسائل الإيمان.. إلى اخوتى الأعزاء لابد أن أحدد مكانى أولا!.. لاشك أنكم تعلمون أننى فى سجن المرج فى ضواحى القاهرة بالخانكة التابعة للقليوبية، وليس هذا هو المقصود بالمكان، بل المقصود أننى أقيم فى زنزانة انفرادية طولها 6 خطوات ×عرض 5 خطوات، وهى تكاد تكون مربعة، وبها حمام خاص، لا توجد بها نوافذ بل مجرد فتحات عليا لادخال بعض الهواء! وهذه هى الموضة الجديدة فى السجون: إلغاء النوافذ والقضبان الحديدية واستبدالها بعلب أسمنتية، بل لا توجد نافذة على الباب تسمح للسجان بمتابعة ما يجرى داخل الزنزانة فى ساعات الإغلاق كما نرى فى أفلام السينما أو فى السجون القديمة. لذلك لابد من ابلاغ رسامى الكاريكاتير والشعراء بأن يكفوا عن الحديث أو عن رسم نوافذ ذوات قضبان، فهذا ترف لم يعد موجودا فى السجون الحديثة فى مصر لأن وزارة الداخلية فى أزهى عصور الديمقراطية قررت تقليل دخول الاوكسجين للزنازين وتقليل التهوية إلى الحد الأدنى، ومنع رؤية صفحة السماء. ولكن فى المقابل لقد كانوا كرماء بوضع مروحة فى السقف رغم أن لها أضرارا صحية إذا استخدمت على مدار الساعة فى فصل الصيف، ولعل مرضى الشديد فى العمود الفقرى كان بسبب هذه المروحة!

ولكن ليس هذا هو أهم شئ فى وصف المكان، فأهم وصف للمكان، وربما أكثره فكاهية أننى موجود داخل سجن خاص اسمه "سجن التجربة" وهو سجن داخل سجن المرج ويتبع له اداريا وجغرافيا. ولكنه منفصل ببوابة خاصة وأسوار خاصة، وأيضا ليس هذا هو الأمر الأكثر أهمية أو الأكثر اثارة للفكاهة، بل فى الحقيقة أننى النزيل الوحيد فى هذا السجن منذ 9 شهور، واننى لا أرى إلا السجان الخاص بى!! أما مكان الفسحة حيث يمكن الخروج إليه، بين الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر، فهو ساحة داخل أسوار نفس هذا السجن المعزول، حيث أقوم بالتريض وحدى! وخلال الأسابيع الماضية وفى إطار سياسة محاربة الأوكسجين ورؤية القبة السماوية فقد تم تسقيف هذا الفناء بشبكة من الحديد المحكم، حيث يمكن رؤية السماء من خلف هذه الشبكة. وفى حدود معلوماتى فمن المفترض أن تسجل حالتى فى موسوعة جينز للأرقام القياسية، فأنا المسجون الوحيد فى مصر وربما فى العالم الذى أقطن فى سجن كامل بمفردى. وبالتالى فهو سجن انفرادى، وليس زنزانة انفرادية.

والحقيقة فان الزنزانة الانفرادية كانت بناء على طلبى، أى الانفراد بالمعيشة حتى أتفرغ للعبادة والتأمل والقراءة. ولكن وضعى فى سجن كامل لوحدى فلم يكن هذا طلبى بطبيعة الحال. وأنا أكتب الآن الساعة الثالثة صباحا قبيل الفجر، ولا أسمع إلا صوت قلمى الذى أكتب به، ورغم أن هذه الوحدة مبالغ فيها، إلا أننى لا أتبرم منها، فأنا فى الأصل أحب الوحدة، والعزلة، والهدوء، وما كل الصخب الذى أعيش فيه وأحدثه خارج السجن إلا خروجا عن طبيعتى وأداءا للواجب! وقد قرأت حتى الآن قرابة 200 كتاب معظمها من الأحجام الثقيلة ومن أمهات الكتب، بالإضافة للصحف والمجلات - التى حصلت عليها بعد الاعلان عن اضراب عن الطعام - بالإضافة لختم القرآن عدة مرات، وإضافة قرابة جزءين لحصيلة حفظى للقرآن، بالإضافة لإعداد عدد من الدراسات، فالحصيلة مهولة بإذن الله، والمكاسب جمة، ولم يخسر إلا الطغاة والمبطلون. أما المكسب الحقيقى فاننى كسبت نفسى.. وكسبت علاقتى مع الله عز وجل. ويبدو أننى تسببت فيما جرى لى، فقد كنت أتمنى بينى وبين نفسى أن أعيش فى مغارة أو كهف، لا أفعل فيها إلا عبادة الله، وأن أغادر هذا العالم بعد أن استوحشت الناس، واستوحشت الدنيا الفانية. فأعطانى الله ما أريد، وأرجو أن يتقبل منى فهو الوحيد المطلع على خائنة الأعين وما تخفى الصدور. لقد كنت أتمنى أن أعتكف ولو لمرة واحدة العشر الأواخر من رمضان ولكن نداء الواجب والجهاد بالكلمة جعلنى لا أمتنع عن تلبية دعوات اللقاءات فى هذه الأيام، ولم أكمل أبدا عشرة أيام اعتكاف ولو حتى فى بيتى. فها أنا ذا معتكف منذ 9 شهور تقريبا والحمد لله رب العالمين.

وأنا أكتب هذه الرسائل ليس على سبيل الفخر، والحديث عن الذات، ولكن بنية (وأما بنعمة ربك فحدث). فى هذه العزلة الربانية ترى زوايا جديدة فى القرآن الكريم لم تكن تراها، فكم مرة قرأت سورة الكهف ولم أنتبه لهذه الآية الكريمة (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً) (الكهف 16) لاحظ كلمة "ينشر" وهى تشير إلى السعة والاتساع رغم الوجود فى الكهف, فالاتساع ليس بالمساحة ولكن بالاحساس النفسى، والاتساع هنا لرحمة الله التى وسعت كل شىء فكيف بسكان الكهف، ليس هذا فحسب بل (يُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً) وكأن الكهف سيتحول الى قصر منيف!

ويعلم الله أننى لم أشعر بالضيق فى هذا الكهف إلا قليلا ولماما (حتى أكون صادقا) بل أشعر أننى فى سعة لا تحدها حدود، ولم ينتابنى إحساس قط باننى أريد أن أحطم هذا الباب لأخرج. لسبب بسيط أننى لن أجد خارج هذه الزنزانة ما هو أعظم أو أجمل مما فى داخلها: راحة الضمير، والعزلة مع الله عز وجل. وإلى اللقاء فى رسالة قادمة.

مجدى أحمد حسين

26‏/10‏/2009

يوم الثلاثاء 27-10 الساعة1ظهرا تظاهرة أمام نقابة المحامين - من أجل الأقصى

الاقصى يُقتحم .. فماذا نحن فاعلون؟؟
يدعوكم ملتقى اللجان الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي ستقام يوم الثلاثاء القادم 27 اكتوبر أمام نقابة المحامين في تمام الساعة الواحدة ظهرا ضد محاولات اقتحام المسجد الاقصى المستمرة منذ اسابيع بل سنين و التي كان اخرها اليوم الاحد حين قامت قوة خاصة من الجيش الصهيوني باقتحام باحات الاقصى و قبة الصخرة و القاء قنابل الغاز بداخلهما و ضرب و اعتقال المصلين .

لذا فإن أبسط ما يمكننا القيام به الان هو أن نشعر الكيان الصهيوني بأن الاقصى و مرابطيه ليسوا وحدهم بل معهم كل مصري و عربي و مسلم حر و شريف.

و قد استجاب لتلك الدعوة حتى الان كلاً من:
جماعة المحامين الناصريين و جماعة مصريون ضد الصهيونية
و اتحاد شباب حزب العمل

فتحي الشقاقي صانع تاريخ (ذكرى استشهاد الدكتور الشقاقي)



قلة قليلة هم الذين كانوا يعلمون أن " عز الدين الفارس " كان يوماً الإسم الحركي لفتحي الشقاقي , لكن الأمة كلها أدركت يوم السادس والعشرين من تشرين الأول ( أكتوبر ) 1995م غداة ازدهاره بالرصاصة , أن فتحي الشقاقي هو الاسم الحركي لفلسطين . لم يكن فتحي الشقاقي قائداً عادياً , كان البطل الاستثنائي في الزمن الاستثنائي وكان بما له من هيبة وسحر وجاذبية خاصة واحداً من صنّاع التاريخ بكل معنى الكلمة في مرحلةٍ غاب فيها التاريخيون , ولم يبق سوى الباعة المتجولون للمباديء والشهداء والتاريخ , لم تكن هيبة القائد أبا ابراهيم تتعلق بموقعه أو سلطته , بل هي مرآة قول الصالحين " على قد خوفك من الله تهابك الناس " , إنها سطوة الروح التي يتحد فيها الفارس طاعةً وحباً واحتراماً , ولا تلبث أن تبلغ ذروتها حتى يرتقي القائد ذروة المجد شهيداً . كان الشهيد يدفع ضريبة المجد في سجن نفحة الصهيوني في صحراء النقب بفلسطين قبل ابعاده عن الوطن عام 1988م , كتب إليه أحد إخوانه قائلاً " كنت من بيننا الرجل لا تنكسر , ومن الداخل هشاً كحمامة , وقريباً كالمطر , ودافئاً كبحر أيلول , وشهيداً كبداية الطريق " ذلكم هو فتحي الشقاقي بحق كان أصلب من الفولاذ , وأمضى من السيف , وأرق من النسيم , كانبسيطاً إلى حد الذهول , مركّباً إلى حد المعجزة ! كان ممتلئاً إيماناً ووعياً وعشقاً وثورةً من قمة رأسه حتى اخمص قدميه , عاش بيننا لكنه لم يكن لنا , لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }طه41 , { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }طه39 . لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعاً ملبياً { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }طه84 .
كان الإيمان العميق والصبر الجميل هما زاده في مواجهة سيل الأعداء الذين ينهمرون عليه من كل صوب , ويخرجون من تحت الجلد , فيستعذب العذاب , ويقبل التحدي والمنافسة , بحسن النية , وصدق الكلمة , وقداسة المسئولية , وشجاعة الموقف , وعلو الهمة , ويطاردنا بلا هوادة , شعاره : قليل من العناد والصبر ينفلق الصخر , والذي ينتظرنا هو ليس الموت إنه الحياة أو النصر .
لم يكن فتحي الشقاقي مجرد أمين عام لتنظيم فلسطيني يقوام الاحتلال الصهيوني , بل كان بذرة الوعي والثورة في حقل النهوض الاسلامي الكبير . كان الشقاقي يدرك أن الأمة تعيش أزمة حضارية شاملة في مواجهة الهجمة الغربية الشرسة , لكنه كان يرى أن فلسطين هي مركز الهجمة وعنوانها الرئيسي , دون أن يُغفل بقية مصادر الأزمة وعناوينها الأخرى . منذ البدايات الأولى , وفي ذاك البلد الصغير كما كان يسميه ( الزقازيق ) , كانت المعادلة واضحة في ذهنه إسلام بلا فلسطين وفلسطين بلا اسلام يعني فقدان البوصلة والدوران في حلقة مفرغة لا تنتج إلا مزيداً من الضعف والعجز والهوان . هذه المعادلة هي مفتاح فهم أفكار الشهيد وما حاول أن يبدعه من مفاهيم ومسالك جديدة في العمل الإسلامي والعمل الوطني الفلسطيني , إن تلاقح فكرة الجهاد في المعادلة بمزيج عناصرها الثلاثة ( الإسلام – الجهاد – فلسطين ) أسس الشهيد أبو ابراهيم حركة الجهاد الاسلامي .
ويقول الدكتور رمضان عبد الله شلح ما أود أن أسطره هنا هو التأكيد على أن الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي سيبقى علامة فارقة في تاريخ جهاد شعب فلسطين والأمة , فحين أغمد المناضلون القدامى سيوفهم وامتشقوا أقلام التواقيع على صكوك الخيانة والاستسلام كان الشهيد الشقاقي يمتطي صهوة جواده , ويعلن مجدداً أن الطريق إلى فلسطين تمر عبر فوهة البندقية وحين كان الصهاينة يحاصرون الزمن العربي كله , فتصبح الأرض والتاريخ والجغرافيا والعقيدة والسياسة والاقتصاد واللغة والإرادة والضمير والوجدان كلها مهددة , كان الشقاقي يخترق الحصار الصهيوني لهيباً وانفجاراً و استشهاداً لا يقاوم , لم يكن رحمه الله يسعى لأن يرسل فلسطين إلى العالم تستجدي ضميره النائم , بل كان يطمح أن يأسر العالم كله في وديان وشعاب فلسطين بالانتفاضة والثورة , وحين كانت سماء القاهرة ومرافيء تونس وكل الطرق العربية مقطوعة أو ممنوعة في وجه الشقاقي , حيث شمعون بيرز يأسر العواصم , ويمنح التأشيرات ويفرض الجزية لتدشين الشرق الأوسط الجديد , لم يكن أمام الشقاقي سوى مالطا لتصبغ وردة جرحه وجه المتوسط ويهزم دَمَهُ الطاهر سيف الارهاب الإسرائيلي الغادر , ويفضح كل أوهام وأسرار السلام الكاذب الذي لم يستطع أن يُؤمّن للشهيد قبراً في الوطن ! .
لقد قرر الشقاقي أن يضع حداً لمهزلة الموت على مزاج الأوصياء باختيار الشهادة على طريق الأنبياء , وإذا كان رحمة الله عليه في عيون إخوانه ومحبيه ( شهيداً كبداية الطريق )فكم هي المرارة في حلوقهم حين يترجل في أول الدرب , ومشروعه رغم دوي انطلاقته ووهج حضوره , , ما زال جنيناً لم يتجاوز بالقياس إلى ما كان في مخيلة الشيد طور الحلم ؟! .
لقد غادرنا الشقاقي مبكراً ليسكن ملايين القلوب الظامئة للحرية ... إنه استيقظ كعادته كل صباح ليحدد برنامج عملنا اليومي ... لقد صار ملح خبزنا ونار مواقدنا وكلمات مقدمة في كراريس أطفالنا . كان الشهيد القائد رضوان الله عليه بالنسبة لكل من عرفه عن قرب من إخوانه ومحبيه , هبة فلسطين التي تمزق حواجز الزمن لتدفع عجلة التاريخ إلى الأمام ... لقد علّمنا كيف ننتصر على الواقع المرير بكل إحباطاته الوضعية , عبر الأمل والانفتاح على المستقبل بكل إشراقاته القرآنية ... رحم الله أبا ابراهيم فقد كان بحق صانع تاريخ وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى إن شاء الله .

نقلا عن شبكة حوار بوابة الأقصى

29‏/09‏/2009

الأقصي في خطر: تعالوا يوم الجمعه القادم إلي الأزهر الشريف لنصرة الاقصي


الله أكبر.. يحيا الشعب

الأقـصـى في خـطـر
إلي جماهير مصر الشرفاء
تعالوا إلي الجامع الأزهر الشريف لنصرة الأقصى الأسير

إن ما يمر به مسجدنا الأقصى الأسير وقدس العروبة والإسلام إنه لأمر جلل أن يحدث وفى عروقنا دماء وفى أجسادنا قلب ينبض.. فكيف لنا أن نتخيل تجرؤ العدو الصهيوني على مقدساتنا إلى هذا الحد.

إن أمتنا تمر بلحظة من أصعب اللحظات حين يجتمع علينا الأعداء من كل مكان وحينما تنتهك حرمة مقدساتنا ولا يمكننا تحريك ساكن فأى حياة التى نعيشها فبئس هذه الحياة حياة الذل والاستكانة والاستسلام والانهزام ويجب أن نطوى هذه الصفحة من تاريخينا ولنبدأ صفحة جديدة من الجهاد والنضال من أجل تحرير الأقصى ونصرة ديننا وأمتنا والتمكين لها رافعين رؤوسنا ثابتين على عقيدتنا وإيماننا بالله.

فيا شباب الأمة يجب أن نعلنها واضحة أنه إذا لم تقم تلك الأنظمة والحكومات بفعل ما ينبغى عليها فلا سمع ولا طاعة لحكومة أو نظام يوالى الصهاينة أو يتستر عليهم أو يعمل كطابور خامس لهم كما هو الحال في نظام مبارك الصهيوني.

وإننا نؤكد أن شباب الأمة العربية الإسلامية في كل مكان مستعدون للجهاد والكفاح ضد الحلف الأمريكي الصهيوني وضد كل أعوانه من المتصهينين والعملاء وإننا نحذرهم من التمادى فى طغيانهم لأن شباب الأمة هم قنابل استشهادية موقوتة تنتظر وقت الانفجار ... فاحذروا ثورتنا.

لهذا فإن إتحاد شباب حزب العمل
يــدعــوكــم
جماهير مصر الشرفاء

يوم الجمعة القادم الموافق 2-10-2009
إلي أداء صلاة الجمعة بالجامع الأزهر الشريف

ثم لإقامة مؤتمر جماهيري حاشد وتظاهره لإعلان غضب الشعب المصري
ضد الهجمة الصهيونية علي المسجد الأقصى

وتنديداً بصمت الحكام العرب ولإعلان البراءة منهم
وعلي راء سهم العميل الصهيوني مبارك المتعاون مع الأعداء ضد مصالح الأمة.

إتـحـاد شـبـاب حـزب الـعـمـل المصري
القاهرة: 9 شوال 1430هـ - 28 سبتمبر 2009م

23‏/09‏/2009

سقوط الوزير الوغد

ليست شماتة ولا تشفي في السيد الوزير أو في نظام مبارك وإن كانا يستحقان ذلك، ولكنه خوفا على سمعة مصر وخوفا من أن يمثلها من هو على شاكلة الوزير الفنان، فيكفينا ما فعله في الثقافة المصرية طوال عشرين عاما ونيف، فلا نريده أيضا أن يسيء إلى الثقافة في العالم كله، ويكفي أن الشعب المصري بكل طوائفه –على غير العادة- اجتمع على عدم تأييد الفنان في معركته الوهمية، التي طبلت لها وزمرت صحف النظام ورسمت له طريقا مفروشا بالورود للوصول لليونسكو بدون منافس يذكر، ثم عند السقوط المدوي راحوا يتحدثون عن المؤامرة الدولية والتواطؤ العالمي لاسقاط المرشح المصري صانعين اطارا من البطولة الزائفة للفنان، مدعين أن المؤمرات الصهيونية تقف خلف اسقاطه، ذلك الفنان الذي اعتذر وكاد أن يقبل اقدام الكيان الصهيوني بعد تصريحاته باستعداده لحرق الكتب الصهيونية، ليس لدي رغبة في استعراض الملف الأسود للوزير الفنان، فلا اريد أن اعكر صفو فرحتي وفرحة المصريين بالسقوط المدوي للوزير الوغد، فهنيئا لمصر وهنيئا لليونسكو، ونتمنى أن يخرج من الوزارة قريبا وإن كان "قضا أخف من قضا".

27‏/07‏/2009

تعالوا لمناصرة المجاهد مجدي حسين غداً الثلاثاء

تنظر المحكمة العليا للطعون العسكرية يوم الثلاثاء القادم الموافق 28-7-2009 الطعن المقدم من كتيبة الدفاع عن الاستاذ مجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل علي الحكم الصادر بحبسة سنتين وغرافة قدرها خمس الاف جنية .

لذلك يدعوكم إتحاد شباب حزب العمل:
إلي إعلان تضامنكم مع المجاهد/ مجدي أحمد حسين بحضور جلسة النظر في الطعن علي الحكم الصادر ضده وذلك بمقر المحكمة العليا للطعون العسكرية بمقرها بشارع ذاكر حسين بالحي العاشر بمدينة نصر بالقاهرة الساعة 9 صباحاً .

ومن المنتظر أن يشارك بالحضور في هذة الجلسة كتيبة الدفاع من المحاميين كما يشارك العديد من محبي وأنصار الأستاذ مجدي حسين كذلك أعضاء وقيادات حزب العمل وممثلين عن حركة كفاية ومختلف القوي الوطنية والعديد من الشخصيات العامة.

للمشاركة في كتيبة الدفاع أو للاستعلام يرجى الاتصال:
بـ: 0225327805 – 0101585508 – 0106832876

إتحاد شباب حزب العمل
http://el3amal.net

23‏/07‏/2009

اعتقال المدون أحمد أبو خليل



اعتقلت قوة من أمن الدولة فجرأمس منزل الناشط والمدوِّن أحمد أبو خليل (صاحب مدونة
البيارق) بعد تفتيش كامل لمنزله ومصادرة مكتبته الخاصة؛ حيث تمَّ ترحيله إلى مقرِّ أمن الدولة بمدينة نصر.
يذكر أن أحمد أبو خليل خريج كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ورئيس نموذج مجمع اللغة العربية الذي يهدف إلى الاهتمام باللغة العربية؛ باعتبارها مكونًا أساسيًّا في النهضة، ورئيس اللجنة التأسيسية لنموذج مجمع البحوث الإسلامية، ولم يُعرف حتى الآن سبب اعتقال أبو خليل

المصادر (بتصرف)

13‏/07‏/2009

14عاما على سربرنيتشا

عندما حلت ذكرى مذبحة سربرنيتشا، كنت أنوي نقل قصة المذبحة ونبذة عنها كما فعلت في العام الماضي، ولكنني لم أفعل، فمثل هذه الحادثة لا يجب أن تمر علينا مرور الكرام كذكرى عادية حتى لو مر عليها مائة عام، فما حدث عار علينا جميعا كأمة إسلامية، وجرح عميق في سيظل في نفوسنا وضمائرنا لأجيال وأجيال، القصة ببساطة هي مقتل ما يزيد عن 8000 مسلم في أسبوع في واحدة من أبشع عمليات الإبادة الجماعية بتواطؤ أوروبي وبأيد صربية، وصمت عالمي لضمير ميت لم يستيقظ سوى بعد أن بدأت المقاومة البوسنية تحقق تقدما وتخرج من حالة الهزيمة، فعندها تدخل العالم في صورة الشرطي وحامي الحمى مدعيا الدفاع عن البوسنيين ضد الإبادة والقتل والاغتصاب والتعذيب التي تمت تحت سمعه وبصره من قبل لعدة أعوام، وأذكرعندما كنا أطفالا وكنا نعرف القليل جدا مما يحدث ونسمع الأخبار دون أن نفهم أكثرها ولكنها تركت أثرا عميقا في نفوسنا حتى اليوم، كل هذا والعالم الإسلامي يقف في صورة المتفرج، أو في صورة الشخص الذي يتم اقتطاع قطعة قطعة من جسده وهو صامت يكتفي بالمشاهدة، والآن وبعد 14 عاما تتكرر المأساة، ربما بصورة أصغر ولكنها تحدث بصفة منهجية وفي أقطار عدة ومازال العالم الإسلامي يتفرج.

10‏/07‏/2009

أزمة الرأي العام في مصر 3-3

3-ثقافة الحوار والاختلاف:

إن غياب هذه الثقافة هو عامل أساسي في أزمة الرأي العام، لأن بدونها يتحول أي اخلاف في الرأي إلى تضاد وعداوة، وغياب هذه الثقافة بين النخب هو الكارثة الكبرى، لأن النخب هي التي تقود المجتمع، وطريقة حوارها واختلافها تنعكس على الناس، خاصة أن هذا الحوار يتم على "الملأ" فنحن في عصر الفضائيات والانترنت، فلو اختلف شخضين أحدهما يقول أن الساعة الواحدة إلا الربع والأخر يقول أنها إلا 14 دقيقة لتلقفهم برناج ما على قناة فضائية ما ليعرضا هذا الخلاف ليصبح الخلاف على "الساعة" هو قضية "الساعة" ويصل الخلاف إلى ذروته وينتهي بتشاجر الطرفين وتفرقهما على موعد في فضائية أخرى!!

هذه الحوارات تحدث على جميع المستويات وفي كل المجالات وحتى في الفن والرياضة، فهذا يحب النادي الأهلي وهذا الزمالك وهذ الإسماعيلي ويدافع عن أخطائه باستماتة ويتعصب لناديه، وعلى هذا الأساس يكون حكمه في كل القضايا الرياضية.

مثال بسيط وواضح يعبر عن مدى الضرر الذي يمكن أن يحدثه التعصب للآراء الشخصية وغياب ثقافة الاختلاف، فقد حدث أن نشرت بعض الصحف عن مجموعة من مشجعي ناد ما قرروا تشجيع الفرق الأخرى التي تلعب ضد منتخب مصر نظرا للظلم الذي يتعرض له ناديهم من قبل اتحاد الكرة، فهم اعتبروا منتخب مصر ممثلا عن اتحاد الكرة وليس عن مصر، وشخصنوا الفكرة إلى أقصى درجة مفضليبن مصلحتهم الشخصية على مصلحة بلدهم، هذا الحدث برغم تفاهته وبساطته إلا أنه لو تكرر في مجال آخر مثل السياسة مثلا فقد يؤدي بنا إلى الهاوية، فالانتصار للمصلحة الشخصية ولو على حساب الجميع، ولو بالتضامن أو التعاون مع المنافس (في الرياضة) أو العدو (في السياسة) في مقابل الضغط لتحقيق هدفه مصيبة كبرى، مثال أوضح وأكبر هو موقف البعض في حرب غزة، هؤلاء ممن لا ينتمون إلى النظام ولكنهم اتفقوا معهم لرغبتهم في الانتصار لآرائهم مرجعيتهم، فقد رأوا أن مصلحة مصرعدم وجود "إمارة إسلامية" على حدودها لمجرد عدائهم للفكرة الإسلامية، فهم يغضون بصرهم عن تدمير المقاومة بل ويحملونها مسئولية المجازر التي تحدث، ويؤيدون سياسات النظام في حصار القطاع وغلق المعابر والحدود مؤكدين أن هذا في مصلحة مصر، ناسين أو متناسين القوة النووية الكبرى التي تقع على الحدود والتي تحلم بدولة من الفرات إلى النيل والتي تهدد الأمن القومي المصري، متعللين باتفاقيات السلام التي لا تساوي أكثر من ثمن الحبر والورق، ومتجاهلين المأساة الإنسانية التي تحدث خلافا لكل الأعراف والقوانن الدولية التي يدافعون عنها.

لا ريب أن اختلاف النخب في مصر وعدم وجود ثقافة للحوار سواء كانت هذه النخب سياسية أو اجتماعية أو دينية أو علمية أو فنية أو رياضية، هذا الاختلاف العنيف يهز ثوابت المجتمع وخاصة عندما يكون بين النخب الدينية والسياسية، ولا شك في أن الاختلاف المتحضر الواعي الذي لا ينتصر للآراء الشخصية مقتديا بمقولة "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" هو الذي يصب في مصلحة المجتمع ويحقق سنة التدافع.

07‏/07‏/2009

المدون أحمد محسن حر وفي بيته الاّن

نقلا عن عبد الرحمن فارس

وصل الصديق المدون أحمد محسن إلى منزله في الساعات الأولى لفجر اليوم الثلاثاء الموافق 7/7/2009 ، وكانت النيابة قد أصدرت قرار بإخلاء سبيل المدون أحمد محسن الخميس الماضي
لكنه ظل محتجزا لدى جهاز مباحث أمن الدولة حتى تم إخلاء سبيله قرب فجر اليوم
يذكر أن
المدون أحمد محسن قد أتم 3 أشهر من الحبس في سجون مبارك متنقلا بين ثلاث سجون هي سجن دمو وسجن المرج وسجن وادي النطرون وإحتجاز دام لعدة أيام بأقبية أمن الدولة قبل الإفراج عنه ..
ألف مبروك وعقبال كل المعتقلين

06‏/07‏/2009

أزمة الرأي العام في مصر 2-3

2-تغليب المصالح والأيدلوجيات:

توسعت الفكرة في عمق المجتمع المصري، فنادرا ما تجد قضايا يكون في للرأي العام موقفا واضحا ومحددا اللهم إلا قضايا الفساد، ويظل الجدل مشتعلا لفترات طويلة بين المجموعات والآراء التي تكونت حول القضية، والأن أصبحت قضايا الفساد تدخل في هذا الجدل وتجد من يدافع عن الفاسدين لأغراض في نفسه، ومن يتظاهر بالوقوف في موقف المحايد ومن تختلط عليه الحقائق، ومن يرسم سيناريوهات لمؤامرة كبرى تجري، وتظهر عشرات التفسيرات والتخمينات

ويبدوا هذا التفسخ في موقف الرأي العام واضحا للغاية في عدة مواضع، ونأخذ مثالا على ذلك وهو العلاقات الخارجية المصرية وموقف مصر من الدول الأخرى، فمثلا بعد أن كان الثابت هو معاداة الكيان الصهيوني باعتباره كيان غير شرعي يهدد الأمن القومي المصري ويحتل أرضا عربية، اصبح هناك من ينادي بالتطبيع والصلح ومع الكيان وأصبح من يسافر للعمل هناك ويتزوج من صهيونيات ومن يستورد منهم السلع والبضائع ومن يقيم علاقات ثقافية، هذه المجموعات التي تحكمها في الغالب المصالح الاقتصادية تحاول تبييض وجهها وإثارة الجدل حول قضيتهم في محاوله لنيل الشرعية أو على الأقل لشق موقف الرأي العام بين مؤيد ومعارض، وهذا الاختلاف يفسر دائما لصالحهم، فمادام الموضوع فيه خلاف وليس محسوما فهو يخضع لوجهات النظر وكل شخص يتصرف حسب وجهة نظره.

ونجد الكثير من القضايا والمواقف التي يمكن حسمها بكلمة واحدة استنادا إلى ثوابت المجتمع وثقافته، نجدها توسعت وتشعبت وأثارت جدلا عميقا يضرب إلى جذور المجتمع.

على الجانب الآخر نجد بعض الأيدلوجيات أو المرجعيات التي تتفق مع هؤلاء في مواقفهم فمثلا أصحاب الفكر الفرعوني الذين ينادون بمصرية مصر وعزلها عن الأمة العربية لا يرون مانعا في التعامل مع الكيان الصهيوني بل ودعمه في سحق حركات المقاومة "الأصولية" التي تهدد السلام لا لشيء إلا لمجرد الاختلاف معهم في المرجعيات، وهذا هو ما يصنع الجدل داخل المجتمع فعلا لأنه عندما يؤيد بعض المفكرين أو المثقفين فكرة ما فأنها تكتسب ثقلا لدى الناس ويتولد النقاش سواء على مستوى النخب أو العامة

كذلك نجد المنابر الإعلامية المحلية والفضائية تفرد مساحات لهؤلاء ليعبروا عن آرائهم على حساب أصحاب الرأي المخالف المدافعين عن ثوابت المجتمعي مالخالفأي ، وذلك إما بسبب أن هذه المنابر تخضع لرجال أعمال ومجموعات مصالح، أو لأن الفكر الإعلامي السائد الأن هو تبني القضايا الساخنة التي تثير الجدل وتجذب أكبر عدد من المشاهدين، بل أصبح رجال الأعمال وأصحاب المصالح يعبرون عن آرائهم مباشرة دون الزج بالفكرين والكتاب وأشهر مثال على ذلك هو البرنامج الذي يقدمه رجل الأعمال نجيب ساويرس وأحد أعمدة النظام الاقتصادي في مصر.

وإذا ما نظرنا للقضايا الخارجية المصرية في مجملها نجد العديد من المدارس الفكرية فهناك أصحاب الفكر الفرعوني الذين سبق ذكرهم، وأصحاب الفكر القومي، وأصحاب الفكر الإسلامي، وأصحاب الأفكار الليبرالية والماركسية، كل يتكلم في القضية من منظوره ووفق أيدولوجيته، متجاهلين حقائق وأسس ثابتة يجب أن يستند إليها الجميع، فتجد من يقف ضد المقاومة لأنها إسلامية، ومن يقف أمام التقارب بين الدول العربية لأنه فكر قومي و..و..

ثم تأتي المرحلة الثانية من الجدال التي يشتعل فيها الجدال ويصل الطرفين إلى طريق مسدود وهي الخلاف على المرجعية فيتم شخصنة الحوار ويصبح السب والتجريح هو السيد ويخرج الجميع عن مسار القضية الأصلية مما يتيح للنظام الحاكم فرض رؤيته وتصوره على الشعب وتصوير الباقين على أنهم مجموعة من الغوغاء ليس لديهم نضوج ديمقراطي (قالها أحمد نظيف يوما: الشعب المصري لم ينضج ديمقراطيا)، وهذا ما يقودنا إلى العامل الثالث في تفكك الرأي العام وهو عدم وجود ثقافة للحوار.

04‏/07‏/2009

أزمة الرأي العام في مصر 1-3

يعاني المجتمع المصري الآن من غياب الرأي العام والذي يمكن تعريفه بوجهة النظر التي يتبناها نسبة كبيرة من الناس تجاه قضية معينة، فتتشعب الآراء ووجهات النظر وتكثر التفسيرات، ويحدث جدال عميق داخل المجتمع يعطله عن التقدم، وما اكتبه هنا هو محاولة لرصد أسباب هذه الأزمة، ونظرا لطول المقال فسأقوم بتقسيمه لثلاثة أجزاء.

1-غياب الرموز:

عندما تغيب الرموز في المجتمع فهو ينقسم على نفسه، وأقصد بالرموز هنا الشخصيات العامة التي تتمتع باحترام ومصداقية لدى نسبة كبيرة من الناس وهي تلعب دور البوصلة داخل النخب، والنخب هنا ليست نوعا من التمييز ولكن كل مجال له مجموعة من الأشخاص المتخصصين والمهتمين به، فهناك النخب السياسية والرياضية والعلمية مثلا.

وهناك وجهتي نظر في هذا الشأن هما المسئولتين عن غياب الرموز، وجهة النظر الأولى هي "التقديس" وصنع صورة مثالية بلا أي أخطاء أو عيوب وهو ما ينافي الطبيعة البشرية، فلا يوجد شخص بدون أخطاء أو عيوب، ولا مانع أن يكون الرمز كذلك، فالكثير من الرموز في تاريخ مصر يعاب عليهم بعض الأخطاء، فأحمد عرابي هو أحد الرموز التاريخية لمصر ولكن ذلك لا يمنعنا من نقده في بعض أخطائه في إدارة الصراع، وكذلك سعد زغلول هو رمز مصري برغم ما يتردد عنه أنه كان يعاقر الخمر، فالخلاصة أنه لا يوجد شخص مقدس أو منزه، وما يفعله بعض الناس من تقديس لهؤلاء الرموز ورفعهم إلى مرتبة الأنبياء يدفعهم إلى الدفاع عن أخطائهم مهما كانت فداحتها، وذلك يسيء إليهم أكثر مما يحسن.

وجهة النظر الأخرى وهي تعتبر رد فعل للأولى ونتيجة طبيعية لها، وهي "تحطيم الرموز" فتظهر تيارات واتجاهات معادية للرموز وتعمل على سرد أخطائها وتكبيرها، سواء كان ذلك بحسن أو بسوء نية، ولأنه لا يوجد شخص بلا أخطاء أو عيوب كما قلنا فكل الشخصيات قابلة للتحطيم، وذلك بعد التضخيم والتهويل وأحيانا التدليس، ولا شك أن المصالح السياسية تلعب دورا كبيرا في هذا الاتجاه ، خاصة لو كان النظام الحاكم له مصلحة في ذلك (دعونا نتذكر أن النظام بلا أيدلوجية أو مرجعية ثابتة سوى مصالح الأفراد الذين يتحكمون في النظام)، لأنه يملك سلطة ابعاد الرموز خارج البلاد ومنعهم من حق الرد أو الدفاع عن أنفسهم، هذه السياسة بدأت في عهد السادات وكانت موجهة في الأساس ضد الفترة الناصرية ثم نمت حتى أصبحت أسلوبا معترفا به ومدرسة فكرية كبيرة، أيضا تغير البنية الاقتصادية للشعب المصري وظهور مجموعة من رجال الأعمال وأصحاب المصالح الذين يبذلون كل الجهد للدفاع عن مصالحهم وتحسين صورتهم في الإعلام ولو بقلب الحقائق وتزييف الأدلة لإقناع البسطاء، كل ذلك يؤدي إلى انعدام ثقة الناس في الرموز والشخصيات العامة.

20‏/05‏/2009

الحفيد..فيلم الموسم وكل موسم(اعتذر عن هذا العنوان السخيف)

تمثيلية  هزلية يقوم بها الإعلام المصري بعد إذاعة نبأ وفاة حفيد مبارك، فهم يتعاملون مع الأمر كأنه كارثة قومية، تذاع طوال اليوم الأغاني الدينية والأدعية، وحتى البرامج الحوارية –إن وجدت- فهي لا تفعل سوى أن تستضبف شيوخ أو علماء – أو ممن يحسبونهم كذلك- يتحدثون عن الموت والصبر في المصائب، ثم يتطور الأمر إلى الحديث عن أن ماحدث هو حزن لمصر كلها ومأساة في كل بيت، ويتكلم العلماء الجهلاء عن أنه كيف يصبر الشعب المصري على هذه المأساة –هكذا بمنتى الصراحة- ويتصل الفنانين والشخصيات العامة ويبكون في الهاتف أمام الجميع، فالكل يبحث عن تحقيق أكبر مكاسب من وراء هذا الأمر، فهم يتاجرون بوفاة طفل ليستحقوا مكانتهم ويكونوا جديرين بمناصبهم، فلو كان هؤلاء صادقون فلماذا لا يظهرون سوى الآن، أين كانوا عندما احترق القطار بالمئات من ركابه؟ أو عندما غرقت العبارة بالآلاف؟ أو عندما دفن العشرات تحت الصخور في الدويقة؟ أو عندما قتل ما يزيد عن ألف شخص في أسبوع واحد في غزة؟

اذكر موقفا مازال يملأ نفسي بالمرارة، في الأسبوع الأول من حرب غزة، وبعد استشهاد المئات، وفي كل ساعة كان العدد يزيد بمعدل سريع جدا، رحت أقلب قنوات التلفاز عسى أن أجد تنويها هنا أو هناك أو أي فاصل يعبر عن التعاطف أو التضامن،فلم أجد شيئا، والأدهى أنني وجدت على قناة النيل للدراما مذيعة تجلس وتتحدث عن الفيلم الذي حقق أرباحا أكثر هل هو "الدادة دودي" أم "رمضان مبروك أبو العلمين"، أغلقت التلفاز وأنا امنع نفسي بصعوبة من كسره، قنوات النيل هذه هي التي توقفت أمس عن بث جميع برامجها لمدة اربع وعشرين ساعة ولم تبث سوى الأغاني الدينية والأدعية،وعلى هذا المنوال استمر الإعلام المصري لا يتكلم عن الحرب سوى في الفواصل الإخبارية أو البرامج الحوارية التي تهاجم المقاومة، تحملت كمدا على كمدي وهما على همي وأنا أتابع هذه المهازل وللأسف لم يكون هناك بديل من متابعتها لأنني لم أدخل عصر القنوات الفضائية بعد.

بعد كل هذا تنفطر قلوبنا حزنا وهما على حفيد مبارك؟ بل المفترض أن نحمد الله تعالى أنه مات طفلا ولم يتلوث بفساد أسرة مبارك، وهو في الجنة بإذن الله.

كل هؤلاء المنافقين من مذيعين ومعدين ومعلقين وضيوف قد جاءوا يرتدون الملابس السوداء ويحملون كل العزاء، ويبكون مثل التماسيح، وكل وصلات النفاق السخيفة التي يبثونها أربعا وعشرين ساعة التي ليست لوجه الله، بل لوجه مبارك راعيهم وحاميهم، فلو كانوا يتقون الله لما فعلوا ذلك، لأنهم هم حقا المتاجرون بوفاة الطفل الصغير، وأقول في النهاية رحم الله الصغير ولكنه ليس أغلى من أطفال غزة، وليس أغلى من أي طفل يموت في أي وقت، فاتق الله يا مبارك في رعيتك وفي من تفرض عليهم الحصار فإنك ميت وإنهم ميتون.