30‏/09‏/2011

العروبة التي ندعو إليها 2-2 هل نحن في حاجة إلى مشروع عربي؟

هذا المقال هو تكملة للجزء الأول العروبة والإسلام ومفهوم الانتماء ويمكن قراءته بشكل مستقل

جدير بالذكر أن أنوه إلى أنني كنت أعد هذا المقال منذ فترة طويلة ولكن بعد اشتعال الثورة العربية في العديد من الأقطار، احتجت المزيد من الوقت لأعيد صياغة الفكرة على ضوء الأحداث الأخيرة

---------------------------------------

خلصنا في الجزء السابق إلى أن الأمة الإسلامية – وهي النطاق الأوسع- تتكون من عدة أمم قومية، من بينها الأمة العربية التي تحمل خصوصية في كونها تشكلت بالإسلام، وفي كونها الأمة التي حملت دعوة الإسلام، والمسئولة عن حمل الدعوة وقيادة الأمة الإسلامية.

ولكن عندما ننظر إلى حال الأمة العربية نجدها قد تجزأت بفعل الاستعمار في القرن الماضي، وتقسمت إلى عدد من الأقطار، وتحدها الحدود التي وضعها المستعمر، وأصبحت هذه الحدود تمثل سيادة كل دولة قطرية، وانغمست كل دولة في مشاكلها وتحدياتها وحاولت أن تضع حلولا لهذه المشاكل، ولكن كانت دائما هذه الحلول تنطلق من أرضية التقسيم، فكانت حلولا قطرية أيضا، تعتمد فيها كل دولة على امكانياتها الخاصة لحل مشاكلها الخاصة، فالدول ذات نسب السكان العالية (مثل مصر) تتمتع بنسب عالية من البطالة، والدول ذات المساحات الزراعية الواسعة (مثل السودان) لا تجد من يزرعها، والدول التي تمتلك موارد وثروات هائلة (مثل دول الخليج) لديها نقص كبير في الموارد البشرية، فتصبح مصر دولة طاردة للسكان، وتصبح ثاني اكبر مستورد للقمح في العالم، وتظل أخصب الأراضي الزراعية في السودان معطلة، ويصبح العرب في بعض دول الخليج يشكلون أقلية من السكان!!!!! فتفشل جميع الحلول القطرية.


ولا شك أن هناك عوامل أخرى قد وقفت عائقا أمام الحل الوحدوي، منها طريقة التي تم ترسيم بها الحدود بين الأقطار العربية بيد المستعمر، والتي تركت مناطق نزاع وقسمت ابناء القبيلة الواحدة، والأمثلة على ذلك كثيرة لا اريد الاستفاضة فيها، ولكن من المؤكد أنه كان أمرا متعمدا، والعامل الآخر هو الأنظمة الديكتاتورية، والتي كانت تقف حائلا بين التكامل والتعاون بين الاقطار العربية، لأن ذلك يؤدي إلى الاستغناء عن الغرب، وبما أن هذه الأنظمة كانت تستمد وجودها من الدغم الغربي، فكانت تحافظ على مصالح الغرب وتعمل على تعطيل الحلول الوحدوية، وتجعلها مجرد حبرا على ورق، مثل السوق العربية المشتركة التي ظللنا نسمع عنها لسنوات طويلة ولم يكن لها أي وجود على الأرض، فقط يتردد اسمها في الإعلام من حين إلى آخر.


الحل إذن يجب أن يأتي في اطار الوحدة، لأن هذا هو الأصل، ولأن الأمة العربية بوحدتها لديها كل الموارد والثروات الطبيعية والبشرية التي تمكنها ليس من حل مشاكلها فحسب، بل من أن تكون قوة عظمى تقود العالم، وهذا ما أدركه المستعمر منذ زمن، وعمل على تقسيم الأمة في اتفاقية سايكس بيكو المشهورة، وعمل على زرع كيان معادي داخل الأمة يكون مانعا للوحدة.


على الجانب الآخر نرى أن الأمم القومية الاخرى داخل الأمة الإسلامية، تعمل على ايجاد مشروع قومي لها يكون امتداده واضح في المنطقة المحيطة، وتعمل على خلق وضع لها في المجتمع الدولي والتحالفات العالمية، وأوضح مثالين على ذلك هما المشروعين الايراني والتركي، وأرى أننا يجب أن نتحدث قليلا عن هذين المشروعين، ونتناول تصرفات تركيا وايران من المنظور الذي طرحته، مما سوف يفسر الكثير من الغموض والتناقض في المواقف بخاصة في الموقف الإيراني، فالموقف التركي ينظر إلى الأمة العربية المجزأة من منظوره تاريخي، ينظر لها باعتبارها كيانا واحدا، فنجده يتعامل بندية مع الأقطار العربية، ونجد تدخلاته هي محاولات للاصلاح أو حل المشكلات، ويريد أن يظهر أنه يسعى للتعاون مع الأمة العربية، ولا يظهر المشروع القومي التركي إلا في بعض الحالات القليلة، كقضية الأكراد مثلا، فنجده يتدخل تدخلا عسكريا في شمال العراق من حين إلى أخر، دون أي اعتبار لسيادة العراق، ويعتبر هذا الامر أمنا قوميا بالنسبة له.


أما عن المشروع الإيراني وهو الأكثر تعقيدا – وذلك لكونه مشروعا قوميا طائفيا- فهو أيضا ينظر إلى الأمة العربية من المنظور التاريخي، حيث كان هناك التنافس دائما بين القوميتين، الذي كان يصل أحيانا إلى حد العداوة، فالأمة الفارسية تنظر إلى الأمة العربية كمنافس، وترى أن عليها الاستفادة بكل الطرق من الواقع العربي المجزأ، وتقترب رؤيتها من رؤية المشروغ الغربي في هذه النقطة، إلا أنهما يختلفان في نقتطين، الأولى هي أن المشروع الغربي يسعى لتفتيت الأمة، فلا تكفيه التجزئة الحالية، بل هو يريد تفتيت الأجزاء القائمة، فلا مانع لديه من تقسيم العراق أو لبنان أو السودان، والنقطة الثانية أن المشروع الغربي يدعم الكيان الصهيوني ويعتبره حليفه الأساسي في تنفيذ مخططاته، وهذه النقطة قد تشكل نقطة التلاقي بين المشروع الفارسي والمشروع العربي، حيث أن كلاهما يعتبر الكيان الصهيوني عدوا له وخطرا يجب القضاء عليه.


فلو حاولنا تفسير الموقف الإيراني من هذا المنطلق، فنجد المشروع القومي الفارسي يسعى للاستفادة من دول الخليج، التي تسكنها نسبة كبيرة من الشيعة العرب، ويحاول أن يشكل مرجعية لهؤلاء الشيعة، وأن يبسط نفوذه في هذه الدويلات قدر الإمكان، ويجد منافسه في المنطقة هو السعودية، التي ترتبط بمصالح مباشرة مع أمريكا، وكذلك المشروع الفارسي يلعب دورا سيئا جدا في العراق، بينما في فلسطين نجده يدعم المقاومة الإسلامية السنية المتمثلة في حركتي حماس والجهاد، لأنه يعتبر الكيان الصهيوني عدوا له كما ذكرت من قبل، ونجده في لبنان يقف بين هذا وذاك، فهو يدعم حزب الله الذي يمثل المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ولكنه في نفس الوقت حركة طائفية تقتصر الشيعة اللبنانيين وحدهم، وأخيرا موقفه من دعم النظام السوري ضد لثورة ومساعدته اعلاميا ولوجستيا في قمع الثوار.


الخلاصة أن المشروع التركي هو الأكثر قابلية للتعاون، بينما المشروع الفارسي يتلاقي مع الأمة العربية في بعض النقاط (العداء للكيان الصهيوني ودعم المقاومة)، ويتنافس في بعض النقاط (فرض النفوذ في الخليج)، ويصل غلى مرحله العداء في النقاط الأخرى (دوره في العراق وسوريا)، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا نقوم بتجزئة الموقف الفارسي بهذا الشكل؟ وهل يمكننا اعتبار ايران عدو أم صديق؟ الإجابة هنا تتمثل في غياب المشروع العربي الممثل للأمة العربية، أو بمعنى آخر غياب القيادة الموحدة التي تمثل الأمة العربية، فوجود هذه القيادة يمنع المشروع الفارسي من اتخاذ مواقف مجزأة، فإما التعاون والتحالف وإما العداء، ووجود هذه القيادة يقاوم التفتيت والتجزئة التي يفرضها علينا المشروع الغربي، ويستفيد من موارد الأمة العربية أقصى استفادة، والأهم من ذلك كله هو أن الوحدة العربية هي السبيل الوحيد لتحقيق الوحدة الإسلامية، وفي رأيي المتواضع أنه لن تتحقق أية وحدة إسلامية بدون وجود مشروع عربي إسلامي يحركها وينفذها، وهذا الرأي نابع من التاريخ والجغرافيا ومن نظرة الأمة الإسلامية إلى العرب، ومن كون الأمة العربية هي الأمة التي تتكلم لغة القرآن، والأمة المسئولة بصفة مباشرة عن حمل الدعوة وقيادة الأمة الإسلامية.


كيف يتم هذا المشروع؟


ننتقل الآن إلى كيفية تنفيذ هذا المشروع وتحقيق الوحدة العربية تحت راية الإسلام، الخطوة الأولى هي التحرر من الأنظمة القطرية الاستبدادية، والتي تقف عائقا في طريق الوحدة، وتكون الأولوية القصوى للأنظمة العميلة للمشروع الأمريكي الصهيوني خاصة والغربي عامة، ويقف على رأس هذه الأنظمة النظام المصري والنظام السعودي، يليهما في الأهمية النظام التونسي والجزائري ثم تأتي بعض الأنظمة الأخرى.


والخطوة الثانية هي تبني الأقطار المحررة لمشروع التحرير والوحدة، وفيجب عليها أن تدعم بكل قوة مشاريع التحرر في الأقطار الأخرى، وأن تدعم مشاريع مقاومة المحتل في فلسطين والعراق بكل السبل الممكنة.


الخطوة الثالثة هي تحقيق الوحدة، والوحدة هنا هي وحدة الشعوب وليس وحدة الأنظمة، يكون عن طريق التكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي، وحل المشكلات بحلول وحدوية، وتكون الخطوة الأخيرة المتممة هي الغاء حدود سايكس بيكو الغاء نهائيا، وانشاء الدولة العربية الموحدة، ثم بعد هذا ننتقل إلى تحقيق مشروع الوحدة الإسلامية.


ولا شك أن الثورة العربية القائمة الآن لها انعكاسات كبيرة على المشروع العربي، فالشعوب التي عاشت لعقود طويلة تحت سلطة أنظمة مستبدة تابعة للغرب، قد انتفضت واحدة تلو الأخرى ضد هذه الأنظمة، ولا شك أن ما يحدث فرصة تاريخية للاقتراب من مشروع الوحدة، عندما نجد أعلام مصر ترفع في تونس وفي مصر، واعلام سوريا واليمن وتونس وفلسطين ترفع في مصر، ونجد كل الشعوب العربية تتضامن تتعاطف مع بعضها، ونكاد نستمع إلى صوت الشعوب التي لم تتلوث فطرتها وهي تنادي بالوحدة، فهذه هي الفرصة التاريخية، وهذه هي الخطوة الأولى على طريق الوحدة.


10‏/06‏/2011

لماذا حزب التوحيد العربي؟

لأن "واعتصموا" هي مفتاح برنامجنا ورؤيتنا، " واعتصموا بحبل الله جمبعا ولا تفرقوا"، فرؤيتنا نابعة من الوحدة والاعتصام بمنهج الله سبحانه وتعالى الذي انزله للبشر لا بديل عنه.


لأن "إيمان" + "حرية" = "وحدة"، وهذا ما نراه الآن في ما يحدث في الأقطار والساحات العربية المختلفة، أن الإيمان يكون دافعا للشعوب للتخلص من طغاتها ومن أنظمتها التي ترعى التجزئة والتفكك، والتحرر من هذه الأنظمة يزيل موانع الوحدة ويبعث حلم الأمة الواحدة من جديد في قلوب الشعوبن فتتوحد الثورات المختلفة في ثورة عربية واحدة ترفع مطلبا اساسيا موحدا وهو"اسقاط النظام" بفطرتها وبدون أي تدخل أو وصاية، وتسعى لتحرير فلسطين ومساندة الثورات العربية والأخرى، ولقد رأينا بأعيننا كيف رفعت أعلام تونس ومصر في فلسطين، واعلام مصر وسوريا واليمن وليبيا في مصر، وكيف عبرت الشعوب عن رغبتها في الوحدة بابسط الطرق، ورأينا كيف أصبح ميدان التحرير في مصر هو ملتقى لوفود من الشعوب الثائرة.


لأن كلمة "التوحيد" تحمل في معناها دلالتين، الدلالة الأولى هي توحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص العمل والنية له وحده، والخضوع لأوامره والابتعاد عن نواهيه، والدلالة الأخرى هي توحيد الأمة بكل أجزائها، وهو مشروعنا الذي نطرحه.

لأننا نرى أن وحدة الأمة الإسلامية لن تتحقق إلا بنهضة الأمة العربية التي هي أمة الدعوة وأمة لغة القرآن، الأمة المنوط بها قيادة الأمة الإسلامية وتوحيدها، لذا فوحدة الأمة العربية ضرورة وأولوية قصوى، وقضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة، لا صلح فيها ولا تفاوض، ولا اعتراف بالكيان الصهيوني الذي زرعه المشروع الغربي في قلب الأمة، فأرض فلسطين هي وقف عربي إسلامي ملك لكل الأمة، لا يجوز التنازل عن أي شبر منها لأنها ملك للأجيال السابقة والحاضرة والقادمة.


لأن مصر هي قلب الأمة العربية النابض، بحكم ثقلها الجغرافي والتاريخي والحضاري، وواجبها هو قيادة الأمة العربية والسعي إلى توحيدها، واستعادة دورها بعد الثورة التي اطاحت بالنظام الذي يرعى المصالح الصهيونية والغربية في المنطقة.


لأن الأمة العربية لم تكن لتتشكل بشكلها الحالي بدون الإسلام


لأن العروبة في وجهة نظرنا لا تعني عرقا أو جنسا أو نسبا، بل هي لغة وثقافة.


لأن المشروع الغربي الصهيوني يسعى إلى تفتيت الأمة ومنع أية محاولة لنهضتها منذ قرون والأمثلة على ذلك كثيرة، في معاهدة لندن واتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، وزرع الكيان الصهيوني لمنع وحدة الأمة، وزرع أنظمة دكتاتورية فاسدة تكرس للتجزئة، والعمل على تفتيت وتدمير أية قوة صاعدة تمثل حلما للوحدة، لذلك فالوحدة هي هدفنا الاساسي في مواجهة مشروع التجزئة الذي يطرحه الغرب


لأننا نرى أن الإسلام ليس دينا فقط، بل هو دينا وحضارة وثقافة، شارك في صنعها المسلمين وغير المسلمين كأجزاء من نسيج الأمة الإسلامية، وإن الإسلام هو دين العدل والحرية، وان كلمة " لا إله إلا الله " تجسد الحرية في اسمى معانيها، فلا سلطان ولا قوة ولا خضوع لغير الله وحده سبحانه وتعالى، فلا سطان للطواغيت والجبابرة ولا مراء ولا مداهنة في مقاومة ظلمهم وطغيانهم.

لأننا نرى في الإسلام مشروعا حضاريا متكاملا في مواجهة المشاريع المادية الغربية، فالمشروع الحضاري الإسلامي هو مشروع إنساني روحي ثقافي، يعلي من حرية الإنسان وكرامته، وينظر إلى المادة أنها مسخرة في خدمته وخدمة الأمة، وأن رسالته الأساسية هي تحرير الإنسان وتحقيق العدل على الأرض، وهو ما تمثل في قول الصحابي الجليل ربعي بن عامر لقائد الفرس: "نحن جئنا لاخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".


لأننا نسعى لجمع كلمة كل من ينادون بتوحيد الأمة العربية تحت راية الإسلام، ونهدف إلى نشر فكر وثقافة الوحدة في كل الشعوب العربية والإسلامية، وأن تكون هي الهدف الرئيسي لكل الشعوب لأن النهضة لن تتحق بدون وحدة، وهذا ما يعلمه أعداؤنا جيدا ويسعون لمنعه بكل السبل.


05‏/04‏/2011

استقالة من حزب العمل

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وصلاة وسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه.

هذا بيان للناس، بأننا نستقيل من كافة مواقعنا بحزب العمل، وقد يستغرب البعض لماذا لا نقدم الاستقالة لرئيس الحزب، ولكن ليس هناك أي استغراب لأن رئيس الحزب قد تم استبعاده وتهميشه بعيدا عن كافة سلطاته في الحزب، فاخترنا أن يكون بيانا عاما، ونوضح أن الاستقالة جاءت للأسباب التالية:


- ما رأيناه بعد سنوات طويلة من العمل في الحزب من عدم وجود آلية للعمل الشوري أو المؤسسي، سواء في داخل اتحاد الشباب أو في مؤسسات الحزب ككل، فمعظم القرارات كانت تتخذ بطريقة فردية بحتة، وكان هناك غياب كامل للمؤسسات داخل الحزب.

- عندما تقدمنا بورقة لاصلاح حال اتحاد الشباب واعادة هيكلته، لأن كل السلطات تتركز في يد شخص واحد، ولأخطاء كثيرة في أسلوب الإدارة، ثم الطعن في اخلاصنا واتهامنا بأننا نسعى للتخريب وتنفيذ مخططات الأمن من قبل اعضاء من اتحاد الشباب ومن قبل أمين الشباب نفسه، وتم اقصائنا من الحزب تماما ولم نكن ندع في أية فاعليات أو ندوات، وكان يقال كلام على لساننا وتنسب إلينا أقوال، ولم نرغب في الرد وقتها حفاظا على شكل اتحاد الشباب، وبرغم ذلك كان يتم اتهامنا بإننا نثير المشاكل وننشر الخلافات أمام الجميع، في حين أن من اتهمونا كانوا ينشرون مقالات تسب علنا في من اختلفوا مع المجموعة التي تتحكم في الحزب.

- عندما كانت هناك محاولات لاستكمال مؤسسات الحزب واعادة تفعيله واصلاحه، وعندما عقدت اللجنة العليا بدعوة من رئيس الحزب، تم الطعن في شرعيتها وفي حضورها، واتهام من تم تصعيدهم إلى اللجنة التنفيذية بأنهم عناصر أمنية، كل هذا كان من قبل مجموعة من قيادات الحزب كانت ترفض أية محاولات لبناء الحزب أو اصلاحه، ورفضت عقد أية اجتماعات بين المكتبين التنفيذي والسياسي لحل المشاكل بين اعضاء اللجنتين وقامت بتعطيل أية محاولة للتقدم في هذا الصدد.

- لقد كان من مفارقات الزمان ان يحضر بعضنا اجتماعا الجنة العليا في الحزب، التي تم اختيار المستشار محفوظ عزام رئيسا للحزب، ثم نجد أن عددا من القيادات التي كانت تقف حوله وتسانده كرئيس للحزب، تقوم بعزله وابعاده عن الصورة واتهامه بأنه لا يمثل الخط الفكري للحزب!!! ورأينل بأعيننا كيف أن الحزب يدار من قبل عدد من القيادات يعدون على الأصابع، ولا يسمح بأي رأي مخالف أو أي اختلاف في وجهات النظر، وكان لابد من اتخاذ خطوات لاصلاح الأمر، فدعا رئيس الحزب لعقد اللجنة العليا لاستكمال مؤسسات الحزب واعادة تفعيله، فرفضت المجموعة المسيطرة أية محاولة للاصلاح أو اعادة التفعيل وكأنما هم راضون بالوضع القائم، وبرغم أن هناك عشرات الكوادر يتم استبعادها ولا تستغل طاقاتها وامكاناتها، وتم الطعن في شرعية اللجنة العليا وافتعال مشاكل وأقاويل غريبة، ولكن الأمر استمر وتم تصعيد بعض أعضاء اللجنة العليا إلى اللجنة التنفيذية لاستكمال الهيكل التنظيمي للحزب، وبالفعل عقدنا اجتماع لجنة تنفيذية بعد ذلك حضره أغلب أعضاء اللجنة، وكانت هناك فرصة رائعة وتاريخية للعمل المؤسسي، ثم قامت الثورة في مصر، وخرج الأستاذ مجدي حسين بعد عامين من الظلم دفاعا عن أهل غزة، ولكن الأمر ازداد سوءا، وقام الأستاذ مجدي بتعميق الهوة، فأصدر جريدة الشعب بمستوى مهني سيء للغاية، ودون الاستعانة بأغلب صحفيي الشعب السابقين، وقام بعقد لجنة عليا ، وقررت هذه اللجنة ترشيح الأستاذ مجدي لانتخابات الرئاسة، ولسنا معترضين على القرار بقدر اعتراضنا على آلية اتخاذ هذا القرار، فلم يدع أي أحد من أعضاء اللجنة "المغضوب عليهم" إلى هذا الاجتماع ومنهم قيادات كبيرة وأعضاء وكوادر مهمة، ولا نعلم كيف حضرت الأعداد التي ذكرت وكيف تم استكمال الأغلبية، والمفارقة الأخرى هنا أن كل المطاعن التي طعنت على الاجتماع الأول تحققت في الاجتماع الثاني، فقط الفارق هنا أن المجموعة المسيطرة على قيادة الحزب هي المنظمة للاجتماع الأخير.

- التحريض ضد أعضاء لجنة الجيزة، التي هي من أنشط اللجان بالحزب وأكثرها عددا، في اجتماعات المحافظات واجتماع الأمانة العامة، واتهامهم بالخروج عن خط الحزب، بل ووصل الامر إلى أنه عندما أقيم افطار في شهر رمضان الماضي، وبحضور نائب رئيس الحزب والأمين العام المفوض وأمين التنظيم، وبعض أعضاء المكتب السياسي، وصل الأمر إلى استنكار هذا الاجتماع والقول بأنه تم بغير علم قيادات الحزب وأنه لا يمثل الحزب وتم الهجوم عليه بعنف شديد.

- استبعاد لجنة الجيزة، وعدم ذكر اسمها في بيان الانضمام لحزب العمل، ثم اضافتها بعد ذلك من تجاهل كل اعضائها وذكر شخص للاتصال غير متواجد باللجنة في الأساس، بل هو متواجد في محافظة أخرى.

- التحرك باسم "رابطة طلاب العمل الإسلامي" بدون علم مسئولي الطلاب واصدار بيانات باسم الرابطة ووصف بعض الأشخاص ممن تخطوا المرحلة الجامعية منذ سنوات بأنهم قيادات في رابطة الطلاب بحجة الدراسات العليا.

- اقحام اتحاد الشباب في خلافات بين القيادات، وكان يتم التصنيف بطريقة غريبة، ومن كان يرفض الدخول في التصنيف فيقال أنه ضد الأستاذ مجدي حسين وأنه يقود جبهة الأعداء من"أصحاب النفوس المريضة" أو"المتعاونين مع الأمن" أو من لهم "خلافات شخصية مع الأستاذ مجدي"، ويعلم الله أننا لم نكن أحد من هؤلاء، ولم يكن أحد ممن نعرفهم ممن وقفوا في محاولة لاصلاح حال الحزب كذلك، ولكن الصوت العالي والاتهامات هي التي تظهر على السطح.

- عندما تم اعتقال أحدنا في أحداث الثورة، تم تجاهل الامر تماما في حين أنه تم الاهتمام بنشر خبر اعتقال شخص من اصدقاء الحزب والاهتمام به، ولم يهتم أحد بمعرفة مصير الشخص المعتقل، اللهم إلا من بعض المبادرات الفردية، وهو ما يعكس صورة قاتمة في التمييز والتجاهل.

- ثم تأتي الطامة الكبرى عندما تم إزالة رابط موقع رابطة طلاب العمل الإسلامي- والتي من المفترض أنها الجناح الطلابي لحزب العمل، ثم إزالة رابطها من موقع الحزب والإعلان على لسان بعض أعضاء الحزب أنه ولاتوجد أي مواقع تمثل الحزب سوى المذكورة روابطها، هذه الرابطة التي حملناها على أكتافنا لعدة أعوام، وتولينا مسئولية اعادة احيائها مع بعض الاخوة، وتعرض بعضنا للتحقيق وللفصل والاعتقال والحرمان من الامتحانات، وكنا نطارد من قبل الأمن داخل ساحات الجامعة، بل إن البيان "من نحن" الحالي للرابطة قد قام بعضنا بكتابه، ثم يقال علينا الآن أننا مخربون، ويقال أين أنتم من اتحاد الشباب، ويعلم الله أننا لا نأبه لمثل هذه الأقوال لأننا نعمل لله، ولكن مع كل هذا الظلم البين الذي تعرضنا له وجب توضيح الصورة.

إننا نقول أنه لم يكن هناك أي خيار بعد كل هذا سوى الاستقالة من مواقعنا، والاحتفاظ بما تبقى لنا من ذكريات عن حزب العمل، وابتعادا منا عن المشاكل والصراعات والأساليب غير الشريفة، متمنيين كل التوفيق للحزب.

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. وصلي اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


ملحوظة أخيرة: نرجو عدم نشر هذه الاستقالة في أي مكان بدون أذن منا، وذلك حتى لا نتهم بافساد حملة الأستاذ مجدي حسين للترشح للرئاسة وحرصا منا على سمعة ومكانة الحزب، وقد رأينا أن لا ننشر هذه الاستقالة بشكل واسع والاكتفاء بنشرها على هذا النطاق، ولكننا نحذر من التطاول علينا أو مهاجمتنا بشكل غير موضوعي أو غير أخلاقي، لأنه في هذه الحالة لن يكون أمامنا سوى نشر هذه الاستقالة بكل الوسائل الممكنة وذكر ما لم نرغب في ذكره من تفاصيل.


الموقعون أدناه:

-أحمد الكردي أمين رابطة طلاب العمل الإسلامي والمتحدث الإعلامي باسم الرابطة

-كريم عاطف عضو اللجنة التنفيذية وعضو سابق في رابطة طلاب العمل الإسلامي والمشرف على موقع الرابطة

-محمود السخاوي مسئول الطلاب سابقا وعضو اللجنة التنفيذية وعضو مكتب اتحاد الشباب


12‏/03‏/2011

جبهة انصار الثورة العربية - البيان التأسيسي

الله أكبر..الله أكبر..الحمد لله، إن الأمة تولد من جديد، تولد عفية من رحم الأزمة


(1)

انطلقت خلال أقل من شهرين- يناير وفبراير- ثورة في تونس وفي مصر وفي اليمن والبحرين وليبيا، ويزمجر بركان الغضب الثوري في الجزائر والمغرب وموريتانيا وعمان والأردن، وظهرت ارهاصات الثورة في السعودية ودويلات الخليج والعراق.


(2)

تميزت هذه الثورات بسمات الثورة الواحدة، فهي كلها حملت نفس اللافتات وهتفت بنفس الشعارات: "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر"، "الشعب يريد اسقاط النظام"، "الشعب يريد تحرير فلسطين"، كما حددث هذه الثورات مطالب متطابقة نستطيع أن نلخصها في مطلبين: الأول اسقاط النظم العربية، والثاني اسقاط النظام الرسمي العربي – نظام سايكس بيكو وكامب ديفيد- وكأن هذه الثورات العربية جسدت في ذاتها الطبيعة المركبة للواقع العربي، فالواقع العربي ليس واقعا بسيطا يتمثل في دولة واحدة، إنما هو واقع الوحدة والتجزئة، هو واقع واحد بحكم الوحدة الموضوعية لواقع الامة، بحكم أننا شعب واحد من حقه أن تكون له دولته الواحدة على كامل ترابه الوطني، ولكن هذا الحق لم يتحقق بسبب عاملين: الأول داخلي يتمثل في غياب الوعي الوحدوي الصحيح، والثاني خارجي يتمثل في الهيمنة الصهيونية الغربية التي رسمت لنا طريقا تجزئويا مسدودا، هو طريق سايكس بيكو وكامب ديفيد، وركبت علينا دولا بديلة للدولة الواحدة ونظما تتسم بالتبعية المطلقة للغرب، والاستبداد والفساد والنهب والاستغلال، باختصار لقد انتجت لنا سايكس بيكو دولا تعد بامتياز ملحقات صهيونية غربية حارسة إن طوعا أو كرها للمصالح الصهيونية الغربية على حساب وحدة الشعب وطموحاته وعلى حساب وحدة الأرض وفلسطين.


(3)

إن سنة التطور والنهوض الاجتماعي تؤكد وتبين لنا أن كل شعب يتقدم بوحدته وهويته، فإذا ما فقد هذا الشعب وحدته وهويته لأي سبب من الأسباب، فإن كل محاولاته يكون نصيبها الفشل المحقق، وهذا ما حدث لنا نحن العرب في المائة سنة الماضية، لقد سقطت وانهارت كل محاولات التطور والنهوض بكل مرجعياتها النظرية، وسقطت فلسطين والأمة كلها في القبضة الصهيونية الأمريكية (كامب ديفيد) وأصبحت المنطقة العربية كلها منطقة أمن أمريكي صهيوني (تفاهمات رايس/ ليفني).

يعود هذا السقوط – كما أوضحنا ونحاول التأكيد عليه – إلى الخريطة السياسية التي تحكمت في الأمة خلال كل القرن الماضي، وإلى فقداننا لهويتنا الحضارية، الخريطة أفقدتنا الوحدة والتجزئة أفقدتنا الهوية وأعطتنا الغربة، والتجزئة والغربة معا هما طريق الاستبداد والفساد والسرقة والاستغلال وجعل امكانيات الامة في خدمة الصهيونية وأمريكا والغرب كله، وعلى النقيض من هذا الطريق تماما طريق الوحدة والانتماء لهوية الأمة العربية الإسلامية، إنه طريق التحرير والانتصار على العدو، إنه طريق صلاح الدين وقطز وبيبرس.

إن سبب الفشل الذي كنا نعيشه ومازلنا معرضين للوقوع فيه ليس سببا أخلاقيا فقط، وإنما السبب الرئيسي أننا كنا نسير على ذات خريطة الطريق التي وضعها لنا الاستعمار والصهيونية 1916، فكان نصيبنا دائما الفشل حتى لو كنا ثوار لأننا نسير ونتقدم على الطريق المسدود الذي يسلمنا للصهيونية وأمريكا والغرب والعملاء المستبدين النهابين المستغلين الذين وضعوا أنفسهم في خندق العدو، وأصدق هتاف عبر عن هذه الحالة في ميدان التحرير هو: "كلموه عبري..ما بيفهمش عربي".


(4)

أخي العربي في مصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب واليمن والبحرين والعراق والشام والسودان وفلسطين وكل ركن من أركان الوطن العربي، أخي إننا نعيش الآن الزلزال العربي الذي هز المنطقة والعالم، هذا الزلزال الثوري أمامه طريقان، طريق النصر وطريق الهزيمة، نقول ذلك مستبعدين "التشاؤم والتفاؤل" ومتمسكين بالسنة الموضوعية للنصر والهزيمة، هذا الزلزال مصيره الفشل إذا ما سلك طريق التجزئة وانعزل كل فريق ثوري في سجن الحدود القطرية، أما إذا سلك هذا الزلزال طريق الوحدة ومارس ثورته في حضن شعبه العربي كله وفي رحاب وطنه العربي، فإن عناصر الثورة العربية ستنتصر بنعمة من الله وفضله، وحينئذ يفرح العرب جميعا بدولتهم العربية على كامل ترابهم الوطني واستئثارهم بكل امكانياتهم البشرية والمادية لصنع نهضتهم وتقدمهم، وتعود أمتهم من جديد لممارسة رسالتها في نقل العباد من ظلمات الاستكبار والعبودية والعنصرية والنهب إلى نور الحرية والعدالة والكرامة لكل الشعوب.


(5)

أخي العربي..إن كان طريق النصر هو طريق الوحدة وهو كذلك، فإن المطلوب أن نضع أرجلنا على هذا الطريق، والسؤال كيف نحقق أو نضع أرجلنا على هذا الطريق ونحن نعيش داخل أسوار أقطار التجزئة؟ كيف نوفق بين مطالبنا وأهدافنا كثوار وحدويون وبين مطالبنا وأهدافنا في ساحتنا القطرية؟ والجواب المختصر أن عناصر الثورة ثلاثة: النظرية والتنظيم والجماهير، و ترجمة هذه العناصر في واقعنا - واقع الوحدة والتجزئة – يتطلب أن نجسد وحدة أمتنا في ذاتنا، أي أن نتخطى التجزئة المفروضة على أمتنا بوحدة الثورة العربية على التجزئة والاستبداد والنهب والاستغلال والعمالة، فكما أن التجزئة هي قاعدة كل المشاكل الأخرى في واقعنا، أي هي أم المشاكل، فإن الوحدة الثورية هي القضية الأهم لتحقيق النصر النهائي بفضل من الله، وتتحقق الوحدة الثورية أو بمعنى أدق وحدة الثورة العربية بوحدة نظرية الثورة العربية، ووحدة أهداف الثورة ووحدة أداة الثورة العربية، هذا هو طريق النصر الاستراتيجي، طريق الوصول إلى دولة الوحدة التي ستكون أداة الأمة في تعبئة كل امكانياتها لتحقيق التقدم ومواصلة رسالتها الحضارية العربية الإسلامية، وهو أيضا طريق الانتصار على مستوى الساحات العربية المختلفة، أو إن شئت فقل هو طريق النصر التكتيكي، لأن شباب الثورة العربية المنخرطين في "جبهة أنصار الثورة العربية" سيحملون هموم مواطنيهم في كل ساحة قطرية، والهم الأول الآن هو الحرية وضرب التبعية، فإذا ما انتصرت الثورة العربية في هزيمة الاستبداد وتحقيق الحرية، وتحرير المواطن العربي من كل الضغوط التي تحول بينه وبين ممارسة حريته، وأصبح الإنسان العربي حرا قولا وفعلا، هنا ينفتح الطريق تماما لتحقيق الانتصار الاستراتيجي، لأن العلاقة وطيدة وإيجابية جدا بين الحرية والوحدة، حرية الإنسان تعيده إلى فطرته العربية التي فطره الله عليها، وعودته إلى هويته العربية تفتح الطريق أمامه للإنضمام للثورة العربية الكبرى لتحقيق الهدف الاستراتيجي: دولة الوحدة.

هكذا لا تناقض بين المهمات الآتية: 1-المهمات الوحدوية والانشغال ببناء دولة الوحدة العربية أداة رقي الأمة ونهضتها وتأديتها لوظيفتها الحضارية 2-المهمات في الساحات المختلفة كل على حدة، لأن قضية العرب جميعا الآن هي الحرية والتحرر، والضمان الوحيد لعدم وجود التناقض والانحياز لما هو عربي على حساب ماهو قطري، أو الانحياز لما هو قطري على حساب ماهو عربي، الضمان هو وحدة أداة الثورة العربية ووحدة النظرية وربطهم بالجماهير.

لهذا نبدأ في تأسيس جبهة أنصار الثورة العربية، ولهذا ندعوكم للحوار والعمل للمشاركة في تأسيسها، والله جل وعلا من وراء القصد.


للتواصل معنا على البريد الالكتروني

ansar.althawra@gmail.com


صفحتنا على الفيس بوك