تصاعدت في الآونة الأخيرة نبرة الدفاع عن العلمانية والمطالبة بها بشكل ملحوظ فما هي هذه العلمانية؟
العلمانية ببساطة هي إقصاء الدين عن الحياة العامة وأن يكون العقل هو المرجعية للإنسان في كل شيء، ولكي نعرف معناها أكثر يجب أن نعود بالزمان للوراء، تحديدا إلى فترة العصور الوسطى (حسب التسمية الغربية) وقت أن سيطر الجهل والفقر وكانت الكلمة الأولى والأخيرة لرجال الدين فقد كانوا يقررون كل شيء بداية من دخول الجنة (بيع صكوك الغفران) والإيمان (محاكم التفتيش) وحتى تبني النظريات العلمية ورفعها إلى منزلة التقديس، وقصة جاليليو ليست ببعيدة عن أذهاننا، والقصة باختصار أن جاليليو اكتشف أن الأرض ليست هي مركز الكون وأنها تدور حول الشمس في حين أن الكنيسة كانت تتبنى نظرية أرسطو التي تقول إن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس الكواكب والنجوم تدور حولها، والخلاف علمي بحت،إضافة إلى أن أرسطو لم يكن مسيحيا بل كان يونانيا وثنيا، فكانت النتيجة هي الصدام بين الكنيسة وجاليليو واتهامه بالهرطقة وهي تهمة تكفي لإعدامه مما أدى إلى تراجعه عن نظريته التي لم تثبت صحتها إلا بعد وفاته بزمن
كل ذلك كان لأن المسيحية ليست نظاما للحياة ولأن رجال الدين أصبحوا هم المسيطرين على الحياة العامة ولهم السلطة الكاملة والحق للتدخل في كل شئون الحياة، وأصبحت المنفعة المادية هي المكسب الرئيسي للكثير منهم فقد كانت هناك أوقافا وضياعا وثروات خاصة الكنيسة يشرف عليها رجال الدين، فكان طبيعيا ثورة الناس على هذه الأوضاع والتقليل من سطوة رجال الدين، وربما لم تدخل أوروبا في عصر النهضة إلا عندما تخلصت من هذه السطوة وفتحت الباب للبحث والاختراع والاجتهاد، ذلك العصر الذي شهد نهض علمية وثقافية ومعرفية بل واستعمارية ظهرت فيه دعوات العلمانية أي فصل الدين عن الحياة العامة (وليس عن السياسة فقط كما يدعون الآن) والنظر للعقل على أنه المرجعية الوحيدة، باعتبار أن سيطرة الكنيسة هي سبب تأخر العلوم وبالتالي أن الدين هو سبب تأخر الأمم، فأدى تطبيق العلمانية إلى تفريغ الدين من مضمونه الروحي وتحويله إلى مجرد طقوس وعادات
وربما استطاعت العلمانية أن تتعايش مع المسيحية أو اليهودية ولكننا عندما ننظر إلى الإسلام وشرائعه وقوانينه وآدابه التي تدخل في كل شئون الحياة العامة، في الطعام والشراب والملبس والتعاملات التجارية والعهود والمواثيق وتكوين الأسرة وتربية الأولاد وتنظيم العلاقات الاجتماعية وفرض العقوبات بل وتنظيم أسس الدولة وشئون الحكم والعلاقات الدولية و.. و.. فنجد بالفعل أن فكرة فصل الدين الدولة أو عن الحياة العامة هي فكرة مضادة للإسلام فهناك استحالة للتعايش بين الإسلام والعلمانية، ولذلك فلا يمكن القول بأنني مسلم علماني فهذا يعني أنني لا أطبق الإسلام تطبيقا صحيحا مما يوقعني في تناقض يؤدي إلى الاختيار بين أحدهما، وقد أدرك العلمانيون هذا الأمر ورفعوا شعار "العلمانية هي الحل" بدلا من "الإسلام هو الحل" وهو ما يفصح عن نواياهم بوضوح
وقد رأينا أمثلة واضحة لتطبيق العلمانية في فرنسا وتركيا والقوانين التي تمنع الحجاب بدعوى أنه رمز ديني يهدد علمانية الدولة ويلغي فكرة المساواة، كل ذلك من المنظور العلماني الذين ينظر للحجاب على أنه طقس من الطقوس أو رمز يمكن الاستغناء عنه، فالعلمانية بمفهومها الواسع تعني أنها ضد سيطرة الدين على الحياة العامة (هذا بمفهوم العلمانيين) أو أنها ضد الدين (هذا بمفهوم الإسلام)، وأن تقيد الإنسان بدين ما هو مشكلة في حد ذاته أن العلمانية هي دين الإنسانية وكل هذا الكلام الفارغ
فكل من ينادي بفصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسة (وهي النسخة الابتدائية من العلمانية) في الدول الإسلامية هو إما مخدوع أو مخادع، وربما نسي هؤلاء أن التقدم والنهضة والثقافة والعلم كانوا في أحسن حالاتهم في ظل الإسلام، فيا كل من ترفع شعار العلمانية إما أن تعود إلى رشدك أو تعلن صراحة أنك ضد الإسلام وحضارته
العلمانية ببساطة هي إقصاء الدين عن الحياة العامة وأن يكون العقل هو المرجعية للإنسان في كل شيء، ولكي نعرف معناها أكثر يجب أن نعود بالزمان للوراء، تحديدا إلى فترة العصور الوسطى (حسب التسمية الغربية) وقت أن سيطر الجهل والفقر وكانت الكلمة الأولى والأخيرة لرجال الدين فقد كانوا يقررون كل شيء بداية من دخول الجنة (بيع صكوك الغفران) والإيمان (محاكم التفتيش) وحتى تبني النظريات العلمية ورفعها إلى منزلة التقديس، وقصة جاليليو ليست ببعيدة عن أذهاننا، والقصة باختصار أن جاليليو اكتشف أن الأرض ليست هي مركز الكون وأنها تدور حول الشمس في حين أن الكنيسة كانت تتبنى نظرية أرسطو التي تقول إن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس الكواكب والنجوم تدور حولها، والخلاف علمي بحت،إضافة إلى أن أرسطو لم يكن مسيحيا بل كان يونانيا وثنيا، فكانت النتيجة هي الصدام بين الكنيسة وجاليليو واتهامه بالهرطقة وهي تهمة تكفي لإعدامه مما أدى إلى تراجعه عن نظريته التي لم تثبت صحتها إلا بعد وفاته بزمن
كل ذلك كان لأن المسيحية ليست نظاما للحياة ولأن رجال الدين أصبحوا هم المسيطرين على الحياة العامة ولهم السلطة الكاملة والحق للتدخل في كل شئون الحياة، وأصبحت المنفعة المادية هي المكسب الرئيسي للكثير منهم فقد كانت هناك أوقافا وضياعا وثروات خاصة الكنيسة يشرف عليها رجال الدين، فكان طبيعيا ثورة الناس على هذه الأوضاع والتقليل من سطوة رجال الدين، وربما لم تدخل أوروبا في عصر النهضة إلا عندما تخلصت من هذه السطوة وفتحت الباب للبحث والاختراع والاجتهاد، ذلك العصر الذي شهد نهض علمية وثقافية ومعرفية بل واستعمارية ظهرت فيه دعوات العلمانية أي فصل الدين عن الحياة العامة (وليس عن السياسة فقط كما يدعون الآن) والنظر للعقل على أنه المرجعية الوحيدة، باعتبار أن سيطرة الكنيسة هي سبب تأخر العلوم وبالتالي أن الدين هو سبب تأخر الأمم، فأدى تطبيق العلمانية إلى تفريغ الدين من مضمونه الروحي وتحويله إلى مجرد طقوس وعادات
وربما استطاعت العلمانية أن تتعايش مع المسيحية أو اليهودية ولكننا عندما ننظر إلى الإسلام وشرائعه وقوانينه وآدابه التي تدخل في كل شئون الحياة العامة، في الطعام والشراب والملبس والتعاملات التجارية والعهود والمواثيق وتكوين الأسرة وتربية الأولاد وتنظيم العلاقات الاجتماعية وفرض العقوبات بل وتنظيم أسس الدولة وشئون الحكم والعلاقات الدولية و.. و.. فنجد بالفعل أن فكرة فصل الدين الدولة أو عن الحياة العامة هي فكرة مضادة للإسلام فهناك استحالة للتعايش بين الإسلام والعلمانية، ولذلك فلا يمكن القول بأنني مسلم علماني فهذا يعني أنني لا أطبق الإسلام تطبيقا صحيحا مما يوقعني في تناقض يؤدي إلى الاختيار بين أحدهما، وقد أدرك العلمانيون هذا الأمر ورفعوا شعار "العلمانية هي الحل" بدلا من "الإسلام هو الحل" وهو ما يفصح عن نواياهم بوضوح
وقد رأينا أمثلة واضحة لتطبيق العلمانية في فرنسا وتركيا والقوانين التي تمنع الحجاب بدعوى أنه رمز ديني يهدد علمانية الدولة ويلغي فكرة المساواة، كل ذلك من المنظور العلماني الذين ينظر للحجاب على أنه طقس من الطقوس أو رمز يمكن الاستغناء عنه، فالعلمانية بمفهومها الواسع تعني أنها ضد سيطرة الدين على الحياة العامة (هذا بمفهوم العلمانيين) أو أنها ضد الدين (هذا بمفهوم الإسلام)، وأن تقيد الإنسان بدين ما هو مشكلة في حد ذاته أن العلمانية هي دين الإنسانية وكل هذا الكلام الفارغ
فكل من ينادي بفصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسة (وهي النسخة الابتدائية من العلمانية) في الدول الإسلامية هو إما مخدوع أو مخادع، وربما نسي هؤلاء أن التقدم والنهضة والثقافة والعلم كانوا في أحسن حالاتهم في ظل الإسلام، فيا كل من ترفع شعار العلمانية إما أن تعود إلى رشدك أو تعلن صراحة أنك ضد الإسلام وحضارته
هناك 7 تعليقات:
آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون
أضيف لما ذكرت يا كريم أن من يطالب الان بالعلمانية قد صار في خانة العدو للأمة شاء أم أبى فهو يحارب عقيدة الأمة كما يحاربها العدو الصهيوني الأمريكي الذي يسعى لفصل الأمة عن العقيدة ...
السلام عليكم
أودت أن أضيف إضافة أخرى بجانب إضافة محمود و هي أن كثير من المفكرين و كثير من التيارات السياسية هي مع العلمانية و لكن مع الإختلاف في (كيق تكون العلمانية)و هو ما يساعد على تغييب الشعوب و خاصة الشباب
copernicus was cristian catholic and polish ,also he was the first to discover and prove that the earth rotates around the sun but he did not declare his discoveries for the puplic because he was afraid from the catholic church ,which was taking the opnion of Aristotle that says that the earth is the center of the earth
شكرا على تصحيح المعلومة فقد التبس على الأمر فالكنيسة كانت تتبنى نظرية أرسطو وليس كوبرنيكوس بالفعل وسأقوم بتصحيحها في التدوينة حتى لا أقوم بنشر معلومة خاطئة
العدو الصهيوني يا اخ محمود مش فارقة معاه يبعدنا عن الاسلام او لا اللي فارق معاه ان ميبقاش ف نهضة علمية وصناعية تنعكس عننا من النهاية ميهموش نبقى اقوياء بس انا اسف احنا بقينا زي العصور الوسطى في اوربا شوف مفيش حد بيخش قسم نحت في كلية فنون عشان دي اصنام يبقى فين عقولنا
لو كانت الحكمة تقاس باللحى
لكان التيس احكم الحكماء
يا أخ s7s
أهم شيء عند العدو الصهيوني هو أن يبعدنا عن الإسلام لأن نهضتنا لن تتحقق إلا بالإسلام، والتقدم العلمي والصناعي الذي تتكلم عنه كان في أوجه في ظل الحضارة الإسلامية، فالدين ليس لحية أو جلباب أو سواك، فالإسلام دين وحضارة في نفس الوقت
إرسال تعليق