ما يثير ضحكي وبكائي في آن واحد، ويدفعني للكتابة برغم أن حالتي النفسية لا تسمح بذلك، ما يفعل ذلك هو الاحتفاء الإعلامي الرسمي بالسفينة "بلوستار" التي اختطفها القراصنة الصوماليون في يناير الماضي وتم تحريرها منذ عدة أيام، ذلك الاحتفاء الذي ليس سوى محاولة لغسل سمعة النظام والحكومة، ذلك النظام الذي لم يبذل أي جهد لتحرير هؤلاء المختطفين طوال شهرين، لكي ينسينا المهازل التي حدثت طوال فترة الاختطاف، مثل أهالي الطاقم الذين هددوا بالاعتصام مطالبين بتحرير أبناءهم، ومسئولي الشركة الذين رفضوا دفع الفدية المطلوبة، وتعامل الاعلام مع الأزمة وكأن المختطفين ليسوا مصريين، وفي النهاية يظهر علينا تامر أمين نجم البيت بيتك ويقول لقبطان السفينة إن أرواحكم غالية جدا لدينا وإننا على كنا على استعداد لدفع فدية (يقصد مليون دولار) لكل فرد بدلا من دفعها عن كل الأفراد، ويتم الاتصال بالقبطان والتصوير مع الأهالي الذين يتوجهون بالشكر لسيادة الرئيس (الذي لم يكن له أي دور ظاهر)، ويتداعى إلى ذهني رغما عني مشهد الحكم على ممدوح اسماعيل بالسجن سبعة أعوام، الذي بحسبة بسيطة نجد العقوبة التي يقضيها عن كل غريق لا تتجاوز اليومين، فهل طاقم السفينة أرواحهم غالية لا تقدر بثمن وركاب العبارة أرواحهم لا ثمن لها، أم أنها سياسة النظام المصري القذرة لخداع الناس ومحاولة إطالة عمره لأطول وقت ممكن، أم أنه استخفاف بعقولنا وبأرواحنا في سبيل السلطة والنفوذ والمال الملوثين بدماء الضحايا وأحشاء الغرقى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق